للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الذعر والخوف من الإثم، لتأخير الصلاة أو من الخوف من العدو لو أصابهم في تلك النومة، يقال: فزع فلان من نومه إذا انتبه وهبَّ منه، وفزع: إذا خاف وفزع إذا استغاث، ومنه في حديث السارقة: ففزعوا إلى أسامة أي: استغاثوا به ليشفع لهم، وفزع إذا أغاث كله: بكسر الزاي. وقيل: في أغاث ونصر أفزع: بالفتح. قالوا وهي أعلا. وفي حديث الاستئذان: أتاكم أخوكم قد أفزع، ويروى افتزع كله من الذعر، وقد يصح أن يكون هذا افتزع أي: استغاث بكم وانتصر.

وقوله: فإن الموت فزع (١) أي: ذعر.

[الفاء مع الطاء]

[(ف ط ر)]

قوله: كل مولود يولد على الفطرة (٢)، وأصبت الفطرة (٣)، وعلى غير الفطرة (٤)، كلها: بكسر الفاء، قيل: الفطرة الدين الذي فطر الله عليه الخلق. قال الله ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ [الروم: ٣٠] وقد روي: يولد على الملة، وهو المراد في هذا كله.

وقيل: المراد في الحديث الأول ابتداء الخلقة وما فطر عليه في الرحم من سعادة أو شقاوة وأبواه يحكمان له في الدنيا بحكمهما. وقيل:

الفطرة هنا أصل الخلقة من السلامة، والفطرة ابتداء الخلقة، والله فاطر السماوات والأرض أي: المبتدئ بخلقهما أي: يخلق سالمًا من الكفر وغيره متهيئًا لقبول الصلاح والهدى، ثم أبواه يحملانه بعد على ما سبق له في الكتاب، كما قال آخر الحديث، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحس فيها من جدعاء (٥)؟ وقيل: على فطرة أبيه يعني: حكم دينه.

وقوله: تفطر رجلاه (٦) أي: تتشقق وترمّ من طول القيام، كما قال في الحديث الآخر: حتى ترمّ وحتى تنتفخ.

[(ف ط م)]

قوله: غلام فطيم وفطم ويفطم وفطمته أمه، كله هو قطع الصبي عن الرضاع، وأمه فاطمة له، ومنه اشتقاق اسم فاطمة. وفي حديث الأمارة: وبئست الفاطمة (٧) استعار للعزل لفظة الفطام لقطعه مرفق الأمارة، وفي الحديث أقسمه خمرًا بين الفواطم جمع فاطمة وهن أربع، كذا جاء في بعض روايات الحديث: بين الفواطم الأربع. وقد جاء في بعض تفاسير الحديث اسم اثنتين منهن، وفي بعضها اسم ثلاث، وفي بعضها انهن أربع، فأما الاثنتان فقال القتبي: أحدهما فاطمة بنت رسول الله زوج علي، والأخرى: فاطمة بنت أسد بن


(١) أخرجه مسلم في الجنائز حديث ٧٨.
(٢) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٩٢، ومالك في الجنائز حديث ٥٢.
(٣) انظر البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٢٤، ٤٨، والأشربة باب ١٢، ومسلم في الإيمان حديث ٢٥٩، ٢٧٢.
(٤) أخرجه البخاري في الأذان باب ١١٩.
(٥) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٧٩، ٩٢، وتفسير سورة ٣٠، باب ١، والقدر باب ٣، ومسلم في القدر حديث ٢٢، ٢٤ ومالك في الجنائز حديث ٥٣.
(٦) أخرجه البخاري في التهجد باب ٦، وتفسير سورة ٤٨، باب ٢، ومسلم في المنافقين حديث ٨١.
(٧) أخرجه البخاري في الأحكام باب ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>