للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهؤلاء بمعناه يمد ويقصر، وها للتنبيه.

وقوله: ومجامرهم الأُلُوة (١). وتستجمر بالألوة (٢). يقال بفتح الهمزة وضمها واللام مضمومة، قال الأصمعي: هو العود الذي يتبخر به فارسية عربت، وقال الأزهري: ويقال لِية بكسر اللام ولُوة بضمها. وقد جاء تفسيرها في الحديث في البخاري قال وهو الأَلَنْجوج، وقد ذكرناه، وكان في كتاب الأصيلي هذا الحرف: الانجوج. بغير لام ولا يعرف.

[(أ ل ي)]

قوله: سابغ الأَليتين (٣): بفتح الهمزة الأَلية لحمة المؤخر من الحيوان معلومة، وهي من ابن آدم المقعدة وجمعها أَليات بفتح اللام ومنه في الحديث الآخر: حتى تضطرب أليات نساء دوس.

وقوله: آليت أقولها لك (٤). وتألّى أَلا يفعل خيرًا، أي حلف والالية اليمين يقال آليت وائتليت وتاليت الية والوة وألوة وألوة بالضم والفتح والكسر، ولم يعرف الأصمعي إلا الفتح.

قوله: في باب من أفطر في السفر ليراه الناس: ثم دعا بماء فرفعه إلى يده ليراه الناس. كذا لجمهورهم، وعند ابن السكن: إلى فيه. وهو أظهر لكن قد يكون معنى: إلى، في الرواية الأولى بمعنى على فيستقيم الكلام.

قوله: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة (٥). كذا عند يحيى الأندلسي، وهذا التفسير لقوله: حتى يبعثك الله، فسر جملة بجملة، وسقط: إلى، في رواية القعنبي، وهذا بيِّنْ، وعند ابن القاسم وابن بكير: حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة. وهذا بيِّن، والهاء في إليه ترجع إلى المقعد أو إلى الله، ورواه قوم عن ابن بكير: حتى يبعثك الله، لم يزد.

فصل في بيان ما اشتبه في هذه الكتب من إلّا وأَلَّا وأَلَا وإلى وإلى وتفسير مشكل ذلك وما اختلف فيه منه

اعلم أن إلَّا، بكسر الألف وتشديد اللام حرف استثناء تخرج بعض ما تضمنته الجملة قبله منها، وقد تأتي بمعنى لكن، وهو الذي يسميه بعضهم الاستثناء من غير الجنس، وبعضهم يسميه الاستثناء المنقطع، وبعضهم الاستدراك وجاءت بمعنى ولا أيضًا، وبمعنى إن لم، فأما بفتح الهمزة والتشديد فللتوبيخ واللوم، وتأتي للعرض أيضًا، وبمعنى هلا، وبمعنى أن ولا زائدة بعدها، فأما بتخفيف اللام فلاستفتاح الكلام، وتأتي للعرض والتحضيض، وأما إلى فحرف غاية الانتهاء، وتأتي بمعنى في، وبمعنى مع وإلي هي إلى أضيفت إلى ضمير المتكلم المخبر وتأتي بمعنى لي. فمن ذلك حديث ابن عمر وقد أعتق مملوكًا ضربه:


(١) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ٨، وأحاديث الأنبياء باب ١، ومسلم في الجنة حديث ١٥، ١٦، ١٧.
(٢) أخرجه مسلم في في الألفاظ حديث ٢١.
(٣) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٢٤، باب ٣.
(٤) أخرجه مسلم في الإمارة حديث ١٢.
(٥) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٩٠، ومسلم في الجنائز حديث ٦٥، ٦٦، ومالك في الجنائز حديث ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>