للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه أصحاب عروة عنه، إلا ابنه هشاماً. قال الدارقطني: صحف فيه هشام. قال القاضي : ومقابلته بقوله: أو تصنع لأخرق يدل أنه صانعاً: بالنون، كما قال الجمهور. وفي الحديث الآخر عن الزهري: الضائع: بالمعجمة لرواة مسلم، والصانع: بالمهملة للسمرقندي وهو الصواب في رواية الزهري. وقد وقع في الموطأ من رواية التنيسي، وابن وهب، عن مالك، عن الزهري، وفيه: وتصنع لضائع: بالمعجمة أو تعين لأخرق، وفي هذا وهم لا شك فيه؛ لأن الأخرق هو الذي لا صنعة له، إنما يصنع له وإنما يعان الصانع، وليس هذا الحديث في الموطأ عند غيرهما، لا بهذا اللفظ ولا غيره.

وقوله: في حديث أبي موسى: فعن ذا الحاجة الملهوف، يعضد أيضاً قول هشام: الضائع بالمعجمة.

وقوله: في تفسير قوله تعالى ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ [البقرة: ١٩٣] إن الناس قد صنعوا وأنت ابن عمر (١)، كذا للكافة، ولأبي الهيثم: ضيعوا: بضاد معجمة مضمومة بعدها ياء، على ما لم يسم فاعله، وهو أشبه بالصواب. وفي باب: الصلاة كفارة، قول أنس في الصلاة: أليس قد صنعتم فيها ما صنعتم، كذا للفربري وللنسفي: ضيعتم بضاد معجمة وياء والأول أشبه، يريد ما أحدثوا من تأخيرها عن وقتها، لكنه قد جاء عن أنس في الحديث نفسه بعده، وهذه الصلاة قد ضيعت. وفي التفسير: والنصب أصنام يذبحون عليها، كذا للأصيلي: ولغيره أنصاب وهو الوجه.

[الصاد مع العين]

[(ص ع ب)]

قوله: جملاً صعباً (٢) هو الذي لم يتذلل للركوب.

[(ص ع د)]

وقوله: صعيد أفيح (٣) أي: أرض واسعة، وفي صعيد واحد (٤) أي: أرض واحدة، والصعيد: وجه الأرض. ومنه ﴿فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [المائدة: ٦] أي: طاهراً وهو معنى قوله في الموطأ، وكل ما كان صعيداً فهو يتيمم به، كان سباخاً أو غيره أي: مما يسمى صعيداً مما على وجه الأرض، والصعيد التراب أيضاً.

وقوله: إياكم والجلوس على الصُّعُدات (٥): بضم الصاد والعين وهي الطريق، وكذا جاء في الحديث الآخر على الطرقات، والصعيد: الطريق الذي لا نبات به مأخوذ من التراب أو وجه الأرض، وهو جمع صعد، وصعد: جمع صعيد. وفي حديث السقيفة: فلم يزل به حتى صعد المنبر (٦) أي: علاه، ويروى: أصعده معداً بمعناه. يقال: صعد الجبل: علاه، وصعد وأصعد: كله واحد، وأصعد في الأرض


(١) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٢، باب ٣٠.
(٢) أخرجه البخاري في البيوع باب ٣٤.
(٣) أخرجه البخاري في الوضوء باب ١٣.
(٤) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٣، ٩، وتفسير سورة ١٧، باب ٥، ومسلم في الإيمان حديث ٣٢٧.
(٥) أخرجه البخاري في المظالم باب ٢٢.
(٦) أخرجه البخاري في الأحكام باب ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>