للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليها واحدة واحدة كما تعرض المنقية لشطب حصير، وهو ما تنسج منه من لحاء القضبان على النساجة، وتناوله لها عودًا بعد آخر، وإلى هذا كان يذهب من شيوخنا أبو عبد الله بن سليمان، وهو أشبه بلفظ الحديث. ومعناه، وقد بسطنا الكلام عليه وبيناه في الإكمال لشرح صحيح مسلم، وسيأتي اختلاف الرواية في قوله: عودًا عودًا واختلاف التأويل فيه في حرف العين إن شاء الله.

وقوله: في المحصر والإحصار والحصر، ولما حصر رسول الله ، ويروى: أحصر. قال إسماعيل القاضي: الظاهر في اللغة أن الإحصار بالمرض الذي يحبس عن الحج، وأن الحصر بالعدو ونحوه لأبي عبيدة. وقال ابن قتيبة: احصر بالمرض والعدو، وحصره العدو ومنه: فلما حصر وكنا محاصرين حصن خيبر أي: مانعيهم الخروج وإذا حاصرت أهل حصن وأصل الإحصار: المنع والحصور: الممنوع عن النساء: إما خلقة أو علة فعول بمعنى مفعول. وقيل: هو في يحيى بن زكرياء آية.

[(ح ص ل)]

قوله: بذهبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها (١) أي: لم تخلص وتصف حتى يثبت منها التبر، وأصل حصل ثبت، يقال: ما حصل في يده منه شيء أي ما ثبت. وقيل: رجع وحصلت الأمر: حققته وأثبته.

[(ح ص ن)]

وقوله: حصان رزان (٢): بفتح الحاء أي: عفيفة، وجاء الإحصان في القرآن والحديث بمعنى الإسلام، وبمعنى الحرية، وبمعنى التزويج، وبمعنى العفة لأن أصل الإحصان: المنع، والمرأة تمتنع من الفاحشة بكل واحدة هذه الوجوه بإسلامها وحريتها وعفتها وزواجها. ويقال: أحصنت المرأة فهي محصنة، وأحصن الرجل فهو محصن، وأحصنا فهما محصن ومحصنة. قال الله تعالى: ﴿مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾ [المائدة: ٥] و ﴿مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ﴾ [النساء: ٢٥] وقرئ محصنات بالفتح والكسر ﴿فَإِذَا أُحْصِنَّ﴾ [النساء: ٢٥] بالضم والفتح. وفي حديث عمران بن حصين، وإلى جانبه حصان (٣)، هذا بكسر الحاء، الفرس كما جاء في الحديث الآخر فرس، والحصان: الفرس النجيب.

[(ح ص ص)]

وقوله: أدبر الشيطان وله حصاص (٤): بضم الحاء، قيل: ضراط كما جاء مفسرًا في الحديث الآخر، وقيل: شدة عدو.

وقوله: حصت كل شيء (٥) أي: اجتاحته


(١) أخرجه البخاري في المغازي باب ٦١، ومسلم في الزكاة حديث ١٤٤.
(٢) البيت بتمامه: [الطويل]
حصان رزان ما تزنّ بريبةٍ … وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
والبيت لحسان بن ثابت، والحديث أخرجه البخاري في المغازي باب ٣٤، وتفسير سورة ٢٤، باب ٩، ١٠، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ١٥٥.
(٣) أخرجه البخاري في فضائل القرآن باب ١١.
(٤) أخرجه مسلم في الصلاة حديث ١٧، ١٨.
(٥) أخرجه البخاري في الاستسقاء باب ٢، وتفسير سورة ١٢، باب ٤، وسورة ٤٤، باب ٤، ٥، ومسلم في المنافقين حديث ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>