للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غنة، تقدم في الحاء، وكذلك قوله في خنصره: بكسر الصاد هي الاصبع الصغرى من اليدين. قال أبو حاتم: وكذلك في الرجلين. قال أبو علي. ويقال: الخنصر الإصبع الوسطى.

[(خ ن ع)]

قوله: إن أخنع الأسماء عند الله (١) جاء مفسرًا في مسلم عن أبي عمر وهو: الشيباني. قال: أوضع ومعناه إن أذل أصحاب الأسماء عند الله وأشدها صغارًا من تسمى بملك الأملاك، وبنحو هذا فسره أبو عبيد أي: أذل وأوضع، والخانع: الذليل الخاضع، وقد يكون أخنع بمعنى: أقبح وأفجر، كما قال في الرواية الأخرى: أخبث. قال الخليل: الخنع الفجور. وفي رواية أخرى في البخاري: أخنى ومعناها من نحو هذا التفسير أي: أفجر وأفش، والخني: الفحش، كما قال في اللفظ الآخر: وأخبثها ويكون بمعنى أهلك لصاحبها يقال: أخني عليه الدهر أي: أهلكه. وذكر أبو عبيد أنه روي: انخع بتقديم النون وهو أيضًا من هذا المعنى أي: اقتل وأهلك، والنخع: القتل الشديد، واختلف في معنى قوله: تسمى بملك الأملاك، فجاء في الحديث: هو مثل قوله: شاه شاه، هذا قول سفيان بن عيينة. وقيل: معناه أن يسمى بأسماء الله الذي هو ملك الأملاك كالعزيز والجبار والرحمن.

[(خ ن ق)]

قوله: فخنقه به خنقًا شديدًا (٢)، وضبطه بعضهم خنقًا: بكسر النون ويقالان معًا.

وقوله: يؤخرون الصلاة ويخنقونها (٣) أي: يضيقون وقتها بكثرة التأخير، يقال: هم في خناق من كذا، أي ضيق.

[(خ ن س)]

قوله: وخنس إبهامه (٤) أي: قبضها ومنه في الشيطان: فإذا ذكر الله خنس أي: انقبض ورجع يقال: من هذا كله خنس في اللازم والواقع، وذكرنا اختلاف الروايات في الحديثين.

[فصل الاختلاف والوهم]

في تفسير: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ [الناس: ١] عن ابن عباس، الوسواس إذا ولد خنسه الشيطان، فإذا ذُكر الله ذهب، وإن لم يُذكر الله ثبت على قلبه في هذا الكلام اختلال لا شك، وكذلك للرواة في جميع النسخ، ولا معنى له وهو تصحيف، وتغيير فأما أن يكون صوابه نخسه الشيطان، كما جاء في غير هذا الباب، لكن اللفظ الذي جاء به بعد من غير هذا الحديث وهو ما روي عن ابن عباس: يولد الإنسان والشيطان جاثم على قلبه، فإذا ذُكِر الله خنس، وإذا غفل وسوس، فكان البخاري إنما أراد ذكر هذا الحديث أو الإشارة للحديثين والله أعلم.

[الخاء مع الصاد]

[(خ ص ب)]

قوله: أحدهما خصبة (٥): بفتح الخاء وكسر


(١) أخرجه البخاري في الأدب باب ١١٤.
(٢) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة باب ٥، ومناقب الأنصار باب ٢٩، وتفسير سورة ٤٠، باب ١.
(٣) أخرجه مسلم في المساجد حديث ٢٦.
(٤) أخرجه البخاري في الصوم باب ١١، ومسلم في الصيام حديث ١٦.
(٥) أخرجه البخاري في الطب باب ٣٠، ومسلم في السلام حديث ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>