للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَذَكَر النبي بعدُ قرنين أو ثلاثة. ضبطه: بعدُ: بالضم.

قوله: في حديث أسماء في غزوة خيبر: وكنا في دار أو في أرض البعداء البغضاء بالحبشة (١). كذا لأبي ذر والأصيلي، وفي نسخة عن أبي ذر وعن النسفي في أرض البعد البغضاء بالحبشة. وعند عبدوس: أرض البعد البعد البغضاء بالحبشة. كذا كرره وكذا للقابسي، إلا أن عنده: أرض البعد البعداء البغضاء. وقيده بعضهم عنه بضم العين في الأول، وحمل بعضهم تكراره على التفسير، وما للهروي والأصيلي أحسن وأولى.

وفي تفسير أو الحوايا: المباعر. كذا للأصيلي، ولغيره: المبعر. على الإفراد، ولأبي إسحاق: الإمعاء. والأول أقرب إلى الصواب.

[الباء مع الغين]

[(ب غ ي)]

مهر البغي هو ما تُعطى الزانية على الزنا بها. وهي البَغِيّ بكسر الغين والزنا هو البغاء. قال الله تعالى ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ﴾ [النور: ٣٣].

وقوله: فبغيت حتى جمعتها (٢)، أي طلبت، وقوله: فبعث الحرس يبتغونها، أي يطلبونها، وكذلك: حبسني ابتغاؤه.

وقوله: أبغني أحجارًا (٣)، وأبغني حبيبًا (٤)، وأبغني شيئًا (٥)، وأبغنا رسلًا (٦) أي لبنًا أي أطلب لي. وقيل: معناه أعني على طلبها. وأصل البغاء الطلب، ومنه سميت البَغِيّ الزانية بكسر الغين لطلبها أو استئجارها لذلك، وقال ابن قتيبة في الطلب: بُغاء بالضم وفي الزنا: بغاء بالكسر. ويقال: أبغ لي، وابغني أي اطلب لي. قال الله تعالى ﴿يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ﴾ [التوبة: ٤٧] قال الخطابي: وأكثر ما يأتي البغاء في طلب الشر قوله: تَقْتُلُه فِئَة باغِيَةٌ (٧). من البَغْي وهو الظلم وأصله الحسد، والبَغْي أيضًا الفساد والاستطالة والكبر.

وفي الحديث الآخر: إن الأُلى قد بغوا علينا (٨) أي استطالوا علينا وظلمونا.

[فصل الاختلاف والوهم]

في الحديث في التلبية للمريض: هو البغيض النافع (٩). كذا لهم، وعند المروزي: النغيض. بالنون ولا معنى له والأول الصواب، لأن المريض يكره الغذاء والدواء وهو نافع له لإقامة رمقه وتقوية نفسه وصلاح مزاجه، وفي غير هذه الكتب: عليكم بالمشنية النافعة أي البغضية.


(١) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٢) أخرجه البخاري في الحرث باب ١٣.
(٣) أخرجه البخاري في الوضوء باب ٢٠، ومناقب الأنصار باب ٣٢.
(٤) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ١٣٢.
(٥) أخرجه مسلم في التفسير حديث ٢٦.
(٦) أخرجه البخاري في الجهاد باب ١٥٢، والحدود باب ١٧.
(٧) أخرجه البخاري في الصلاة باب ٦٣، ومسلم في الفتن حديث ٧٠، ٧٢، ٧٣.
(٨) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٣٤، والمغازي باب ٢٩، ومسلم في الجهاد حديث ١٢٥.
(٩) أخرجه البخاري في الطب باب ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>