للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره.

[(هـ ل ك)]

قوله: إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم، رويناه: بضم الكاف، وقد قيل: بفتحها: أهلكهم ونبه على الخلاف فيه ابن سفيان. قال: لا أدري هو: بالفتح أو بالضم. قيل: معناه إذا قال ذلك استحقارًا لهم واستصغارًا: لا تحزنا وإشفاقًا فما اكتسب من الذنب بذكرهم، وعجبه بنفسه أشد. وقيل: هو أنساهم الله. وقال مالك: معناه أفلسهم وأدناهم. وقيل: معناه في أهل البدع والغالين الذين يؤيسون الناس من رحمة الله، ويوجبون لهم الخلود بذنوبهم إذا قال ذلك في أهل الجماعة، ومن لم يقل ببدعته، وعلى رواية النصب معناه أنهم ليسوا كذلك ولا هلكوا إلا من قوله: لا حقيقة من قبل الله.

وقوله: بأرض دوية مهلكة (١): بفتح الميم واللام، كذا ضبطناه أي: هلك فيها سلاكها بغير زاد ولا ماء ولا راحلة. قال ثعلب: يقال مهلكة ومهلكة، والكلام مهلكة: بالكسر.

[(هـ ل ل)]

قوله: فلما أهلَّ الهلال (٢)، وفي الحديث الآخر: استهل علينا الهلال: بفتح الهاء والتاء. وفي حديث يحيى بن يحيى: واستهل على رمضان (٣): بضم التاء وكسر الهاء على ما لم يسم فاعله. يقال: أهلَّ الهلال. بضم الهمزة إذا طلع وأهل أيضًا: بفتحها، واستهل: بفتح التاء. ويقال: استهلَّ وأهلَّ إذا رئي: بكسر الهاء، وأهللنا الهلال واستهللناه: رأيناه. ولا يقال: هلَّ الهلال عند الأصمعي. وقاله غيره، وحكاه ابن دريد وصححه. وقال هل هلا وأهل إهلالًا، وحكاه عن أبي زيد: وأهللنا الشهر أيضًا، صرنا في أوله، ولا يسمى القمر هلالًا إلا في الثلاث ليال الأول، وجمعه أهلة.

وقوله: وجهه يتهلل (٤) أي: يظهر فيه السرور، ونوره حتى كأنه الهلال.

وقوله: وأهللنا بالحج (٥)، والإهلال بالحج، وبما أهللت وإهلال كإِهلال النبي (٦)، هو رفع الصوت بالتلبية عند الدخول فيه، أو في العمرة.

وقوله: في المولود: إذا استهل صارخًا (٧) إذا رفع صوته وصرخ، وكل شيء ارتفع صوته فقد استهل، ومنه الهلال في الحج، ومنه سمي الهلال لأن الناس يرفعون أصواتهم بالإخبار عنه ﴿وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١٧٣] أي: ما رفع الصوت بذكر غير الله عليه، ثم استعمل في كل ما ذبح لغير الله، وإن لم يرفع به صوت، ومنه في الذكر بعد الصلاة: وكان رسول الله يهلّل بهن دبر كل صلاة (٨) أي: يعلن


(١) أخرجه البخاري في الدعوات باب ٣، ومسلم في التوبة حديث ٣.
(٢) انظر مسلم في الأضاحي حديث ٤١.
(٣) أخرجه مسلم في الصيام حديث ٢٨.
(٤) انظر مسلم في الزكاة حديث ٧٠، والفتن حديث ١١٠.
(٥) انظر البخاري في الحج باب ١٢٥، والعمرة باب ١١، ومسلم في الحج حديث ١٣٨، ١٤١.
(٦) أخرجه البخاري في المغازي باب ٦٠، ومسلم في الحج حديث ١٥٦.
(٧) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٧٩.
(٨) أخرجه مسلم في المساجد حديث ١٣٩، ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>