للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا غير، ذهب متعدياً ولا يقال في الرجوع. قال ابن عرفة: إنما يقال في الرجوع انحدر.

وقوله: في الناقة: أرخى لها يعني الزمام حتى تصعد (١)، ويروي: تصعد يقال: صعدت في الجبل، وأصعدت وصعدت.

[(ص ع ر)]

قوله: في حديث كعب: وقد طابت الثمار والضلال فأنا إليها أصعر (٢) أي: أميل إلى البقاء فيها، وأشتهي ذلك.

[(ص ع ل)]

قوله: أما معاوية فصعلوك لا مال له (٣): بضم الصاد، فسره بقية الكلام بقوله: لا مال له.

[(ص ع ق)]

قوله: لو سمعها الإنسان لصعق (٤)، ويصعق الناس (٥)، فأكون أول من يفيق. إلى قوله. فلا أَدري أصعق قبلي يعني: موسى أو جوزي بصعقة الطور (٦). الصاعقة والصعقة: الموت. وقيل: كل عقاب مهلك، والصاعقة أيضاً وهي لغة تميم، والصاعقة والصعقة أيضاً: الغشية تعثري من فزع وخوف، من سماع هول كالرعد ونحوه، ويقال: منه صعق الرجل: بفتح الصاد. وصعق: بضمها. وقيل: لا يقال بضمها وصعقتهم الصاعقة وأصعقتهم، ومنه ﴿وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا﴾ [الأعراف: ١٤٣]، والصاعقة: العذاب كيف كان، ومنه ﴿صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ [فصلت: ١٣]، وأصله صوت النار، وصوت الرعد الشديد الذي يغشى منه، وهو مصدر جاء على فاعلة: كراغية البكر.

وقوله هنا: أول من يفيق، يدل أنها إفاقة غشي غير موت؛ لأنَّه إنما يقال: أفاق من الغشي، وبعث من الموت، وأيضاً فإن موسى قدمات قبل لا شك، فلا يصح شك النبي في ذلك، وصعقة الطور لم تكن موتاً إنما كانت غشية بدليل قوله أيضاً فلما أفاق وبدليل قوله تعالى مرة ﴿فَصَعِقَ﴾ ومرة ﴿فَفَزِعَ﴾ وهذه الصعقة. والله أعلم. صعقة فزع في عرصة القيامة، غير نفخة الموت والحشر وبعدهما، عند تشقق السماوات والأرضين والله أعلم.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في حديث الرؤيا: قسما بصري صُعُداً (٧)، كذا لهم: بضم الصاد والعين وتنوين الدال، وعند الأصيلي: صعداء: بفتح العين ممدود، والأول هنا أظهر وأولى أي: سما بصري وارتفع طالعاً يقال: صعد في الجبل


(١) أخرجه أبو داود في المناسك باب ٥٦، وابن ماجه في المناسك باب ٨٤، والدارمي في المناسك باب ٣٤.
(٢) أخرجه مسلم في التوبة حديث ٥٣.
(٣) أخرجه مسلم في الرضاع حديث ١٠٣ (الطلاق حديث ٣٦)، ومالك في الطلاق حديث ٦٧.
(٤) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٥٠، ٥٢.
(٥) أخرجه مسلم في الفتن حديث ١١٦.
(٦) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٢٥، ٣٥، والديات باب ٣٢، وتفسير سورة ٧، باب ٢، ومسلم في الفضائل حديث ١٥٩، ١٦٢.
(٧) أخرجه البخاري في التعبير باب ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>