وتهدي لنا، فذكرت ذلك للنبي ﷺ فقال: هو عليها صدقة، ولكم هدية، فكلوه لم يزد على ذلك، ولم يذكر غير واحدة في هذه الروايات، والقضيتان الباقيتان مذكورتان مشهورتان في غيرها من الأحاديث: قضية الولاء وقضية تخييرها في زوجها وفي أكل المحرم الصيد.
قوله: وجعل بعضهم يضحك إلى بعض، كذا لهم وعند العذري: سقط بعض وإنما عنده يضحك إلى مشدد الياء وهو وهم، والصواب الأول، لأنهم لو ضحكوا إليه لكانت أكثر إشارة، وقال لهم ﵊: هل أشرتم أو أعنتم؟ قالوا: لا.
وقوله: إذا أحدكم أعجبته المرأة فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد نفسه، كذا لابن ماهان، وفي حديث مسلم، عن سلمة بن شبيب، وتمامه: ما في نفسه كما في سائر الروايات. وفي معجزاته ﵊: فجرت العين بماء منهمر أو قال: غزير شك أبو علي يعني الحنفي. قال: قال استقى الناس، كذا عندهم، وعند الجياني وبعضهم قال: حتى أستقي وهو الصحيح، وعند التميمي في رواية بعضهم: حتى أشفى أي: أبلغ المسلمين أملهم من الري، والأول المعروف وفي الأشربة قوله: نهيتكم عن الأشربة في ظرف الأدم فاشربوا في كل وعاء، كذا ذكره في حديث ابن أبي شيبة، وصوابه إلا في ظروف الأدم، ويصححه الحديث الآخر: نهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء، وفي الآخر: ولا تشرب إلا من موكى قد بيَّنا علته قبل في غير موضع، واختصاص السقاء بذلك، وإن الأسقية وظروف الأدم مما لم يحرم الانتباذ فيها أولًا ولا آخرًا، وأما قوله: نهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ففيه تغيير أيضًا، وقد ذكرناه في حرف السين وصوابه في الأوعية كلها، كما جاء في الحديث الآخر: فاشربوا في الأوعية كلها، لأنها التي وقع عنها النهي قبل غير الأسقية.
وقوله: ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل تمامه في رواية أبي داود وغيره، وذكر اسم الله عليه، وقد رواه البخاري أيضًا كرواية مسلم.
وقوله: من عَالَ جاريتين جاء يوم القيامة أنا وهو، وضم أصابعه، كذا في كتاب مسلم، ويحتمل أن تمامه كهاتين أو كهذه، وضم أصابعه كما قال في الحديث الآخر: كهاتين وقرن أصابعه، وفي حديث الثلاثة قال رجل: يريد أن يتغيب يظن أن ذلك سيخفى له، كذا في جميع النسخ وتمامه: ألا يظن وفي صفة جهنم في حديث محمد بن عباد، وقال: هذا وقع في أسفلها، كذا في عامة النسخ، قال بعضهم: إلى حد هذا حجر. وفي كتاب التميمي: الآن وقع في أسفلها، وهو وجه الكلام، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
انتهى وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى
[خاتمة الطبع]
حمدًا لمن أنزل على مصطفاه ﷺ أفضل الحديث. وحفظ شريعته المطهرة من طوارئ التغيير في القديم والحديث. صلاة وسلامًا نرد بهما نقاخه وزلاله. ونتفيأ ببركتهما ظلاله. وعلى آله وأصحابه شموس الاهتدا. ومصابيح الهدى. ما رنح بلبل وهزار. ولمعت أشعة أسرار. وبعد فقد تم بعون الله (كتاب مشارق الأنوار. على صحاح الآثار) في تفسير غريب أحاديث الموطأ والصحيحين وضبط الألفاظ من التحريف. مع أسماء الرجال والمواضع والتنبيه على الأوهام والتصحيف. إلى غير ذلك من النكت البديعة. والأبحاث المنيعة. فلقد احتوى على غرر المحاسن. وأباح الورود للطلاب من ماء غير آسن.