للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيده عن الجياني بعلة الراحلة بالباء بواحدة وكسر العين. قالوا: والصواب ثفنة. قال القاضي : وكلها لا يستقيم لها معنى بدليل ما قبل الكلام وبعده، لأنها قالت، فجعلت أرفع خماري أحسره عن عنقي فتضرب رجلي نعلة الراحلة. قلت: وهل ترى من أحد؟ وصوابه عندي: فيضرب رجلي بالياء تعني أخاها لأنها حسرت خمارها عن عنقها، ألا تراها كيف اعتذرت له بقولها: وهل ترى من أحد؟ وإلا فما كانت فائدة هذا الكلام ولما جاءت به، ثم يكون الصواب: إما بنعله سيفه لأنها كانت ردفه، أو ما يشبه هذا.

[الثاء مع القاف]

[(ث ق ل)]

قوله: أوصيكم بالثَّقَلَيْنِ (١) فسره بكتاب الله وأَهْلِ بَيْتي بفتح التاء والقاف. قيل: سميا بذلك لعظم أقدارهما. وقيل: لشدة الأخذ بهما.

وقوله: إلا الثَّقَلَيْنِ (٢) فَسَّرَهُ في الحديث: الجن والإنس، سميا بذلك لتفضيلهما بالعقل والتمييز.

وقوله: على ثقل رسول الله (٣) وقدمه في الثقل: بفتح الثاء والقاف هو متاع المسافر وحشمه، وأصله من الثقل.

وقوله: قد كذبوا مثقله أي مشددة الذال.

وقوله: لما ثقل رسول الله (٤) أي: اشتد مرضه ومنه قوله: شكا إليه ثِقَل الأرض ووباها (٥).

[(ث ق ف)]

وقوله: وهو غلام ثقف لقن (٦) يقال: بكسر القاف فيهما أي: فطن مدرك لحاجته بسرعة ولقن حافظ.

[فصل الخلاف والوهم]

وقوله: إلى ثقب مثل التنور (٧)، كذا رواه الرواة بالثاء المثلثة، وعند الأصيلي نقب بالنون وفتح القاف، وكذلك اختلف فيه شيوخ أبي ذر، فقاله المستملي بالثاء المثلثة، وقاله الحموي والكشميهني نقب بالنون وهما بمعنى، وكذلك قوله في آخر الحديث، والذي رأيته في الثقب الخلاف فيه، كما تقدم. ويقال: نقب ونقب معًا، وهو أيضًا الطريق.

وقوله: في شعر ابن رواحة:

إذ استثقلت بالمشركين المضاجع (٨)

كذا لجميع الرواة وهو الصواب، أي استثقلوا


(١) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ٣٦، ٣٧.
(٢) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٦٧، ٨٦.
(٣) أخرجه البخاري في الجهاد باب ١٩٠، ومسلم في الحج حديث ٣٤٢.
(٤) أخرجه البخاري في الوضوء باب ٤٥، والأذان باب ٣٩، ٦٨، والهبة باب ١٤، والخمس باب ٤، والمغازي باب ٨٣، والطب باب ٢٢، ومسلم في المسافرين حديث ١١٧.
(٥) أخرجه مالك في الأشربة حديث ١٤، بلفظ: "شكا إليه أهل الشام وباء الأرض وثقلها".
(٦) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب ٤٥، واللباس باب ١٦.
(٧) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٩٣.
(٨) أخرجه أحمد في المسند ٣/ ٤٥١ والبيت بتمامه: [الطويل]
يبيت يجافي جنبه عن فراشه … إذا استثقلت بالكافرين المضاجعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>