للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يمكن قطعه لصلابته فترك. وجاء في بعض روايات البخاري: رعوفة (١) بغير ألف والمعروف في اللغة الأخرى أرعوفة. ويقال: راعوثة بالثاء أيضًا.

قوله: إن الألى رغبوا علينا، كذا جاء في رواية القابسي والنسفي، وجمهورهم في حديث أحمد بن عثمان في غزوة الخندق بتشديد الغين المعجمة، وللأصيلي مثله لكن بالمهملة وقد يكون وجه هذا من الإرجاف والتفزيع والذعر ووجه المعجمة من الكراهة وهي في رواية غيرهما رغبوا ومعناه: كرهوا وصوابه رواية أبي الهيثم بغوا علينا من البغي، كما جاء في غير هذا الباب.

قوله: فلعل بعضكم أن يكون أرعى له من بعض، كذلك جاء للأصيلي عن المروزي، في كتاب الأضاحي، وللمستملي مثله ولغيره: أوعى (٢)، كما جاء في غير هذا الموضع، وهو المعروف أي: أضبط وأحفظ، وقد تقرب الرواية الأخرى من معنى هذه، لكن هذه أشهر وأعرف. وقع في مسلم في حديث: الثلاثة أصحاب الغار حتى كَثُرَتِ الأموال فارتجعت، كذا للطبري وهو وهم وصوابه فارتعجت، وقد فسرناه في حديث ابن عمر في الفضائل لن تراع، كذا للجماعة وللقابسي: لن ترع بالجزم وهو بعيد، إلا على لغة شاذة لبعض العرب تجزم بلن. وفي الفضائل: ومثل ما بعثني الله به.

قوله: فسقوا ورعوا، كذا لكافتهم، وفي كتاب العلم في البخاري: وزرعوا والأول أوجه، وفي رواية بعضهم ووعوا وهو تصحيف ليس هذا موضعه.

[الراء مع الغين]

[(ر غ ب)]

والرغباء إليك والعمل (٣)، رويناه: بفتح الراء وضمها فمن فتح مد وهي رواية أكثر شيوخنا، ومن ضم قصر وكذا كان عند بعضهم، ووقع عند ابن عتاب، وابن عيسى من شيوخنا معًا. قال ابن السكيت: هما لغتان كالنعمى والنعماء. وقال بعضهم: رغبى (٤): بالفتح والقصر مثل: شكوى. وحكى الوجوه الثلاثة: أبو علي القالي: ومعناه هنا: الطلب والمسألة. قال شمر: رغب النفس: سعة الأمل، وطلب الكثير يقال: بسكون الغين وفتحها ويضم الراء وفتحها، والرغبة أيضًا: بالفتح ورغبت في الشيء طلبته وأردته، ومنه: رغبوا في ماله وجماله، ورغبت عنه كرهته وتركته، ومنه من رغب عن أبيه فقد كفر (٥) أي: ترك الانتساب إليه وانتسب لغيره، ومثله: كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم، ومنه قوله: يوسف ﴿وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾ [النساء: ١٢٧].

وقوله: في الحديث في تفسير: رغبة أحدكم


(١) انظر الحاشية السابقة.
(٢) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في العلم باب ٩، والحج باب ١٣٢، وتفسير سورة ٢٤، باب ٦، والأضاحي باب ٥، والفتن باب ٨، والتوحيد باب ٢٤، ومسلم في القسامة حديث ٢٩.
(٣) أخرجه مسلم في الحج حديث ١٩، ٢٠، ٢١.
(٤) أخرجه بهذا اللفظ مالك في الحج حديث ٢٨.
(٥) أخرجه البخاري في الفرائض باب ٢٩، ومسلم في الإيمان حديث ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>