للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حرف الخاء]

[الخاء مع الباء]

[(خ ب ا)]

قوله: ولا جلد مُخبَّأة (١) بضم الميم وفتح الخاء وشد الباء يفسره في الحديث الآخر جلد عذراء وهي البكر لأن عادتهن التستر تحت الحجال وأن يخبأن من الرجال فهن ناضرات الجسوم إذ لا يصيبهن شمس ولا ريح بغير بشرتهن.

وقوله: خبأت لك خبأ (٢) بسكون الباء مهموز الآخر لرواة الصحيحين، وعند الأصلي خِبيّا بكسر الباء وتشديد الياء وهمزه غيره وكله صحيح وهو كل شيء غائب. قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ﴾ [البقرة: ٢٥] قيل: السر والغيب. وقيل: المطر والنبات. وفي الحديث: ابتغوا الرزق في خبايا الأرض، واحدها خبية وتسهل بغير همز قيل: الزراعة. وقيل: استخراج المعادن يقال: اختبأت لك خبيأ وخبأت لك خبأ، والخبيئة والخباة اسم ما خبأته أيضًا، ومنه: هذا كنزك الذي خبأته (٣). وفي حديث عبد الرحمن بن أبي بكر: فاختبأت كذلك.

وقوله: فأحب أن أختبئ دعوتي (٤): أي أؤخرها ولا أقدمها وأظهرها الآن، وشهادة المختبي هو الذي يستخفي حتى يسمعها.

وقوله: أهل خباء أو أخباء (٥)، كذا في كتاب مسلم في كتاب الإيمان على الشك في حديث هند. وفي كتاب البخاري في كتاب النذور مثله: هو من خبأت لأنه يختبأ فيه ويستر الأخباء: بفتح الهمزة جمع خباء، والخباء من بيوت الأعراب، ثم استعمل في غيرها من منازلهم ومساكنهم كما استعمل هنا، وكقوله في الحديث الآخر أي: خباء فاطمة (٦)، وكان بالمدينة يريد منزلها وحجرتها. وقال أبو عبيد: الخباء من وبر أو صوف ولا يكون من شعر ..

وقوله: في المصحف: يحمل في أخبيته، يريد أغشيته التي يصان ويخبأ فيها.


(١) أخرجه مالك في العين حديث ٢.
(٢) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٨٠، والجهاد باب ١٧٨، والخمس باب ١١، والأدب باب ٩٧، والقدر باب ١٤، ومسلم في الزكاة حديث ١٢٩، ١٣٠، والصيام حديث ١٦٩، والفتن حديث ٨٧، ٩٥، ١٦٩.
(٣) أخرجه مسلم في الزكاة حديث ٢٧.
(٤) أخرجه البخاري في التوحيد باب ٣١، والدعوات في الترجمة ومسلم في الإيمان حديث ٣٣٤ - ٣٤٥، ومالك في القرآن حديث ٢٦.
(٥) أخرجه مسلم في الاعتكاف حديث ٥.
(٦) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>