للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألقي على ظهر المصلي قذر (١). وقال ابن المسيب والشعبي: إذا صلَّى وفي ثوبه دم، كذا لكافتهم، وعند الحموي وأبي الهيثم، وكان ما كان قال، والأول الصواب.

وقوله: في خبر ابن صياد: إن يكنه فلن تسلط عليه (٢)، كذا عند الأصيلي، وعند غيره أن يكن هو قالوا والأول هو الوجه. وفي حديث قزمان: فكان بعض الناس أراد أن يرتاب، كذا لأبي نعيم. وعند كافة الرواة، فكاد (٣) بالدال، ورواية أبي نعيم أصح لسياق الكلام بعد.

وقوله: أراد ولا تجتمع مع كاد في كلام صحيح. في حديث بنيان الكعبة حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه، كذا للكافة وهو الوجه وفي نسخ كان أن يدخل وله وجه بمعنى المقاربة. في المزارعة في باب: مواساة أصحاب النبي فذكرته لطاوس، وكان يزرع، كذا لابن السكن، ولغيره قال والصواب الأول. في التفسير ما ينبغي لأحد أن يكون خيرًا من يونس بن متى، كذا للمروزي وغيره، وعند الجرجاني أن يقول: أنا خير من يونس بن متي (٤)، وكلتا الروايتين صحيحة المعنى، فيحتمل أن يكون أنا راجعًا إلى النبي لقوله: لا تُفَضِّلُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ (٥)، أما على طريق الأدب والتواضع أو على طريق الكف أن يفضل بينهم تفضيلاً يؤدي إلى تنقص بعضهم أو يكون ذلك قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم، أو يكون المراد بأنا كل قائل ذلك من الناس، ويكون بمعنى الرواية الأولى فيفضل نفسه على نبي من الأنبياء، ويعتقد أن ما نص عليه من قصته قد حطت من منزلته، وقد بسطنا الكلام في هذا في كتابنا الشفاء، وكتاب الإكمال.

[الكاف مع الياء]

[(ك ي د)]

قوله: يكادان به، ويروي يكتادان (٦) به، من الكيد والمكيدة، وهو اعتقاد فعل السوء وتدبيره لهما، وكاد الشيء بمعنى: قرب وهم.

وقوله: وهو يكيد بنفسه (٧). قال الخليل: أي: يسوق. قال ابن مروان بن سراج: كأنه من الكيد وهو القيء أو من كيد الغراب، وهو نعيبه، أو من كاد يكاد، إذا قارب كأنه قارب الموت، ولأن صفته في نفسه صفة من يتقيأ، أو الغراب إذا نَعِبَ، وضم فاه وحرك رأسه وردد صوته.

وقوله: أكيلكم بالسيف كيل السندرة (٨) أي:


(١) انظر البخاري في الوضوء باب ٦٩.
(٢) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٨٠، والجهاد باب ١٧٨، ومسلم في الفتن حديث ٩٥.
(٣) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في الجهاد باب ١٨٢، والمغازي باب ٣٨، والقدر باب ٥، ومسلم في الإمارة حديث ١٧٨.
(٤) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٢٤، ٣٥، وتفسير سورة ٤، باب ٢٦، وسورة ٦، باب ٤، وسورة ٣٧، باب ١، ومسلم في الفضائل حديث ١٦٦، ١٦٧.
(٥) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٣٥، ومسلم في الفضائل حديث ١٥٩.
(٦) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب ٤٥.
(٧) أخرجه مسلم في الفضائل حديث ٦٢.
(٨) الرجز لعلي بن أبي طالب في ديوانه ص ٧٨، والحديث أخرجه مسلم في الجهاد حديث ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>