للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من رحمته، ويكون المعنى: ما تركته قصدًا إن تركه لا يضر، أو أنساه من الله، فأرى سنة حكمته، وفي ليلة القدر أيقظني بعض أهلي فنسيتها، ويروى: فنسيتها (١) على ما لم يسم فاعله.

وقوله: ليس ما لأحدكم أن يقول: نسيت آية كذا ولكنه نُسِّي (٢)، الأول: بفتح النون، والثاني بالضم بغير خلاف هنا، على ما لم يسم فاعله، وضبطناه عن الأسدي: بتخفيف السين، وإليه كان يذهب الكناني، وكان لا يجيز غيره كأنه يذهب إلى أنه نسي من الخير كما قيل. وقوله تعالى ﴿فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾ [طه: ١٢٦]، وضبطناه على الصدفي، وغيره: نسي: مشدد السين، وهو أليق بالمراد. والله أعلم. أي: نساه الله ذلك، كما قال : إني لأنسى أو أنسى.

وقوله: أنساك كما نسيتني على طريق المقابلة في الكلام أي: أجازيك على نسيانك، كما قال الله ﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: ٦٧] أو يعاقبهم عقابًا صورته صورة المنسي بتركهم، ومنعهم الرحمة والإعراض عنهم حيث نجا غيرهم وفاز.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في تفسير النقير: هي النخلة تنسح نسحًا (٣)، وتنقر نقرًا: بالحاء المهملة أي: ينحى قشرها عنها وتملس، ويحفر فيها للانتباذ، كذا ضبطناه عن كافة شيوخنا، وفي كثير من نسخ مسلم، وعند ابن ماهان: تنسج: بالجيم، وكذا ذكره الترمذي وهو خطأ وتصحيف، لا وجه له، وكذا عند ابن الحذّاء: بتقرب الباء، وتقدم في الباء.

وقوله: هذه مكان عمرتك التي نسكت، كذا لأبي ذر والجرجاني والنسفي، وعند المروزي التي سكت. قال الأصيلي: معناه التي سكت عنها، ولغيرهم التي شكت: بشين معجمة. وفي إسلام عمر: ألم تر الجن وإبلاسها. ويأسها من بعد أنساكها. أي: من متعبداتها جمع: نسك، كذا لأبي ذر والنسفي وهو الصواب، وعند غيرهما: الأصيلي وبعض شيوخ أبي ذر والقابسي وعبدوس: ويأسها من بعد إنساكها. بكسر الهمزة، وعند ابن السكن: من بعد إنكاسها وهما وهم.

وقوله: في أول الصلاة في حديث الإسراء: نسم بنيه (٤) أي: أنفسهم وأرواحهم، وينطلق على ذات كل روح، وضبطه بعضهم عن القابسي: شيم بشين معجمة جمع شمية وهي: الطباع وهو تصحيف.

وقوله: ونسواتها تنطف (٥)، كذا لهم، ولابن السكن: ونوساتها بتقديم الواو، كما ذكره البخاري، عن عبد الرزاق، وهو أشبه بالصحة وهي الذوائب والضفائر، وضبطه بعض شيوخنا، عن أبي مروان: نوّاسات: بتشديد الواو إلا أن تكون الكلمة مشتقة من النسو: وهو انحتات شعر الإبل عنها عند سمنها، فقد يمكن أن تشبه بها الذوائب، بما تعلق منها


(١) أخرجه مسلم في الصيام حديث ٢١٢.
(٢) أخرجه البخاري في فضائل القرآن باب ٢٣، ٢٦، ومسلم في المسافرين حديث ٢٢٩، ٢٣٠.
(٣) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٤) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٥) أخرجه البخاري في المغازي باب ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>