للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البطيء، ومنه قيل: العتمة وما عتم في فعل، كذا أي: ما لبث. وقال الزبيدي: كانوا يسمون تلك الحلبة العتمة، باسم عتمة الليل. قال: فإنما يقع الاسم على حلاب الإبل، لا على الصلاة، وقال ابن دريد: عتمة الإبل رجوعها عن المرعى.

[(ع ت ق)]

قوله: صفحة العاتق (١) وعلى عاتقه: بكسر التاء، هو من المنكب إلى أصل العنق، هذا قول أبي عبيدة. وقال الأصمعي: هو موضع الرداء من الجانبين.

قوله: يخرجن العواتق (٢)، العواتق من النساء: الجواري اللاتي أدركن. وفي البارع: العاتق من النساء التي لم تبن عن أهلها. وقال أبو زيد: هي التي بين التي أدركت والتي عنست، والعائق: التي لم تتزوج. قال ثعلب: سميت بذلك لأنها عتقت من خدمة أبويها، ولم تملك بعد بنكاح. وقال الأصمعي: هي فوق المعصر. وقال ثابت: هي البكر التي لم تبن إلى زوج. وقال الخليل: جارية عاتق أي: شابة. وقال الخطابي: العاتق الجارية حين تدرك. وقيل: اللواتي أشرفن على البلوغ.

قوله: هن من العتاق الأول (٣) أي: من أول ما أنزل من القرآن. وقيل: من قديم ما تعلمت وقرأت من القرآن، والأول أشبه لقوله بعد: وهن من تلادي أي: مما تعلمت. فقد جاء بهذا المعنى ولا وجه لتكراره. والعتيق: القديم، وقد يكون هنا بمعنى الشريفات الفاضلات، والعرب تقول لكل متناه في الجودة: عتيق، وسميت الكعبة: البيت العتيق بذلك. وقيل: لأنه أعتق من الجبابرة أي: من تجبرهم فيه، فلا يدخله أحد ولا يصل إليه إلا ذل عنده، وذهبت نخوته، وطاف به. وقيل: لأنه أعتق منهم فلا يدعي جبار ملكه وإضافته إليه. وقيل: لأنه أعتق من الغرق بعهد نوح ، وقد يحتمل أنه بمعنى: القديم. ولذلك قيل لمكة: أم القرى، والقرية القديمة. وقال الله تعالى فيه ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ٩٦] الآية. وسمي أبو بكر عتيقًا. قيل: اسمه. وقيل: الجمال وجهه. والعتيق: الحسن. وقيل: لأنه عتيق الله من النار. وقيل: عتيق قديم في الخير، وقيل: لأن أمه كان لا يعيش لها ولد، فلما ولدته قالت: اللهم هذا عتيقك من الموت، فهبه لي. وقيل: لشرفه، وإنه لم يكن في نسبه عيب.

وقوله: حملت على فرس عتيق في سبيل الله (٤) أي: متناه في الجودة، كما تقدم تفسيره.

وقوله: وإلا فقد عتق منه ما عتق (٥): بفتح العين والتاء في البارع. يقال: عتق المملوك يعتق عتقًا وعتاقة: بالفتح فيهما. قال الخليل: وعتاقًا: بالفتح أيضًا. قال غيره: والاسم العتق: بالكسر والعتاق: بالفتح، ولا يقال:


(١) انظر البخاري في الخمس باب ١٩، واللباس باب ١٨، والأدب باب ٦٨.
(٢) انظر البخاري في الحج باب ٨١، والحيض باب ٢٣، والعيدين باب ١٥، ٢٠، ومسلم في الحج حديث ٢٣٧، والعيدين حديث ١٠، ١٢.
(٣) أخرجه البخاري في تفسير سورة ١٧، باب ١، وسورة ٢١، باب ١، وفضائل القرآن باب ٦.
(٤) أخرجه مسلم في الهبات حديث ١، ومالك في الزكاة حديث ٤٩.
(٥) أخرجه البخاري في العتق باب ٤، والشركة باب ٥، ومسلم في العتق حديث ١، والإيمان حديث ٤٧ - ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>