للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتعرض للناس والحيات ما يتعرض لهم. وقيل: الجنان مسخ الجن. وقال ابن وهب: الجنان عوامر البيوت يتمثل حية رقيقة والمجن بكسر الميم وفتح الجيم وتشديد النون الترس، سمي بذلك لأنه يستتر به. ويقال له: جنة أيضًا، وجمعه جنن.

وقوله: أبِه جِنة (١)، أي جنون، والمجانّ: المطرقة بفتح الميم والجيم وتشديد النون، قيدناه فيها عن كافة شيوخنا جمع مجن ووزنه مفاعل.

وقوله: تجن بنانه (٢) أي: تسترها كلها بمعنى واحد، وبذلك سمي الجن جنًا وجِنة لاستتارهم عن الناس، وجَنَّ عليه الليل وجنّه وأجنّه: إِذا أظلم وستره بظلمته.

قوله: أن ترى ما ها هنا قد ملئ جنانًا والجنة والجنات الجنان بالكسر جمع الجنة، وكذلك الجنات مثل: جرة وجرار وجرات والعوام يجعلونه واحدًا ويجمعونه أجِنة وهو خطأ.

وقوله: ﴿وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ﴾ [الرحمن: ١٥] هو الشيطان، وذكر الجنين قيل: إنما يسمى جنينًا ما دام في البطن لاستتاره، فإذا ألقته فإن كان حيًا فهو ولد، وإن كان ميتًا فهو سقط، لكن قد جاء في الحديث إطلاق الاسم عليه بعد خروجه اعتبارًا بحاله قبل.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في رجم اليهوديين: فرأيت الرجل يجنئ على المرأة (٣)، كذا بضم الياء وسكون الجيم وآخره مهموز في رواية الأصيلي عن المروزي، وكذا قيده أحمد بن سعيد في الموطأ وغيره، وقيده الأصيلي بالحاء للجرجاني، وبفتح الياء وبالحاء هو عند الحموي، وكذا وقع للمستملي في موضع، وكذا قيدناه أيضًا من طريق الأصيلي في الموطأ بالحاء مضموم الياء مهموزًا وكذا تقيد فيه عن ابن الفخار لكن بغير همز، وبالجيم والحاء مهموزًا لكن أوله مفتوح تقيد معًا عند ابن القاسم عن ابن سهل، وبالحاء وحدها قيدناه عن ابن عتاب وابن حمدين، وابن عيسى مفتوح الأول. قال أبو عمرو هو أكثر رواية شيوخنا عن يحيى، وكذا رواه القعنبي وابن بكير، وبعضهم قيده بفتح الحاء وتشديد النون، ورواه بعضهم: يحنأ عليها بفتح الياء والنون وسكون الحاء وهمزة آخره. وجاء للأصيلي في باب آخر: فرأيته أجنا مهموز بالجيم. وهنا عند أبي ذرّ: احنا بالحاء، وقد روي في غير هذه الكتب: يحنو. والصحيح من هذا كله ما قاله أبو عبيد يَجنأ بفتح الياء والنون والجيم مهموز الأخير، ومعناه: ينحني عليها ويقيها الحجارة بنفسه، كما جاء في الحديث، يقال: من ذلك جنا بفتح النون يجنا، كذا قاله صاحب الأفعال، وقاله الزبيدي: جني بكسر النون ويجني ويجنو بالفتح غير مهموز بالحاء أي: يعطف عليها يقال منه: حتى يحنو، ومنه في الحديث: وأحناهن على ولد (٤) ويكون


(١) أخرجه مالك في الحدود حديث ٢.
(٢) أخرجه البخاري في الزكاة باب ٢٨، والطلاق باب ٢٤.
(٣) أخرجه البخاري في الحدود باب ٢٤.
(٤) أخرجه البخاري في النكاح باب ١٢، وأحاديث الأنبياء باب ٤٦، والنفقات باب ١٠، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٢٠٠، ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>