للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضًا يحني ظهره، فيكون بمعنى ما اختاره أبو عبيد، وكذلك قول من قال: يُحنئ بضم الياء وهمز آخره والجيم يخرج أيضًا أي: يكلف ذلك ظهره ويفعله به حتى يجنا تعديه جنا الرجل إذا صار كذلك، وقال الأصمعي: أجنات الترس جعلته مجنًا أو محدَوْدبًا وهذا مثله وفي الركوع وليجنأ بالجيم مهموز، وكذا في رواية الطبري، وعند السمرقندي وليحن بالحاء وهما صحيحان على ما تقدم أي: ليحن ظهره في الركوع. وعند العذري وليحن مثله جاء في رواية السمرقندي: كان يجنح في السجود بفتح الياء وسكون الجيم، ومعناه: يميل وليس هذا بموضعه إنما هو يجنح وكما قال غيره: وقد فسرناه.

قوله: إذا استجنح الليل (١) كذا للأصيلي، ومعناه حان جنحه، وقد فسرناه. وعند أبي ذرّ: استنجح بتقديم النون وليس بشيء وعنده بعده أو كان جنح الليل. وعند القابسي نحوه، وكذا عند أبي الهيثم والحموي والنسفي، أو كان جنح الليل. وللأصيلي وأول الليل والصواب ما عند القابسي ولكافتهم. أو قال: جنح الليل. وفي ما يقال للمريض وما يجنب بالنون بعد الجيم كذا لهم، وعند الأصيلي وما يجيب بالياء بعد الجيم ياء وهو الصحيح، وعليه يدل ما في داخل الباب، وفي حديث سعد: ورميت الكافر فأصبت جنبه، كذا لأبي بحر، وغيره بالجيم والنون، وعند القاضي أبي علي: حبته بالحاء وباء بعدها بواحدة ومعناه: إن لم يكن تغييرًا قلبه قال صاحب العين: حبة القلب تمرته، وفي باب صفة إبليس: كل ابن آدم يطعن الشيطان في جنبيه، كذا لأبي ذرّ، والجرجاني ولغيره جنبه على الإفراد. ووجدت في كتابي عن الأصيلي أيضًا: جيبه بالياء مصححًا عليه وهو وهم، وفيه: والجنان أجناس الجانّ والأفاعي والأَساود، كذا الأصيلي ولغيره. والحيات أجناس وهو الوجه والصواب. وفي حديث أبي لبابة: نهي عن قتل الجنان التي في البيوت (٢). كذا لابن القاسم وابن عفير وأكثر الرواة. وقال القعنبي ويحيى بن يحيى عن قتل الحيات التي في البيوت، والمجانّ: المطرقة بفتح الميم والجيم وتشديد النون وقيدناه عن كافة شيوخنا جمع مجن ووزنه مفاعل، وحكى شيخنا القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد التجيبي، عن الشيخ أبي مروان بن سراج، أن أبا القاسم بن الإفليلي كان يقول فيه: مجان بكسر الميم. قال: وأخطأ في ذلك، وما قاله أبو مروان صحيح وأنه جمع مجن ومجان مثل: محمل ومحامل، والميم فيه زائدة وليست بأصلية، وقد رواه ابن السماك وغيره من رواة البخاري بكسر الميم كما قال ابن الأفليلي. وفي تفسير والصافات: ﴿تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ﴾ [الصافات: ٢٨] يعني الجن، كذا لهم، وعند القابسي يعني: الحق. وله وجه والأول الصواب، وظاهر الكلام. وفي حديث الكهان: تلك الكلمة من الجن يخطفها فيقرها في أذن وليّه (٣). كذا للعذري والسمرقندي. وعند السجزي من الحق وهو الصواب هنا، والأظهر. في حديث إسحاق في مسلم: جاءه


(١) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ١١.
(٢) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ١٥، ومالك في الاستئذان باب ٣١.
(٣) أخرجه البخاري في الطب باب ٤٦، والتوحيد باب ٥٧، ومسلم في السلام حديث ١٢٢ - ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>