للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وندر رأسه (١) أي: صار ساقطًا.

[(ن د ي)]

وقوله: قريب البيت من النادي (٢): النادي ساكن الياء، والندى مشددها، وكلاهما مكسور الدال هو مجلس القوم ومجتمعهم، وهو المنتدى أيضًا، ومنه سميت: دار الندوة لاجتماعهم فيها للمشورة. ومعنى قربه: أنه شريف يجتمع إلى قرب بيته، ويُلاذ به. وقيل معناه: أنه كريم فيجعل بيته وسط البيوت، وحيث الاجتماع، وأين يقصده الضيفان، ولا يجعل بيته في الشعاب، وحيث لا يهتدى له، ويغيب عمن يقصد من الضيفان منزله، وقد يسمى أيضًا جماعة القوم ناديًا، وقد فسره مسلم بقوله: ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ﴾ [العلق: ١٧] أي: قومه، كما سموا مجلسًا لما كانوا أهل المجلس، وأهل الندى.

وقوله: خرجت بفرس لطلحة أنديه (٣)، كذا هو بالنون مفتوحة، وكذا الرواية مشدد الدال مكسورة بعدها ياء باثنتين تحتها التندية: أن يورد الماء ساعة، ثم يرد إلى المرعى ساعة ثم إلى الماء، وكذا قال أبو عبيد والأصمعي وغيرهما. وقال ابن قتيبة: إنما هو: بالباء أي: أخرجه إلى البدو، وأنكر النون. قال: ولا يكون بالنون إلا للإبل خاصة، والأصمعي يقول: هي للإبل والخيل. وهذا الحديث يشهد له، وخطأ الأزهري القتيبي وصوب الأول.

وقوله: أندى منك صوتًا (٤) أي: أمدًا وأبعد غاية.

[فصل الاختلاف والوهم]

في حديث موسى أنه لندب بالحجر (٥)، كذا رويناه عن بعضهم، وكذا يقوله المحدثون: بسكون الدال، والصواب: فتح الدال، وكذا قيّدناه عن الأسدي والصدفي. الندب: أثر الجرح والضرب إذا لم يرتفع عن الجلد، وجمعه: ندوب وأنداب، وقيل: الندب جمع واحدة ندبة، وأما ساكنة فمعناه: الحض والدعاء للشيء.

وقوله: انتدب الله لمن جاهد (٦)، ذكرناه والخلاف فيه في الهمزة. في حديث: ما ند من البهائم: ما أعجزك، فهو كالند، كذا عند الجرجاني. ولغيره: فهو كالصيد، وهذا أبين ويصح معنى الآخر مثل: الساقطة في البير والمهواة من الأنعام، فلم يقدر على ذبحها إلا بالطعن في غير موضع ذكاتها، فهو ما اختلف الفقهاء فيه، فمنهم من جعله كما ند من البهائم على مذهب، ومنهم من لم يجز أكله إلا بذبحه أو نحره في مكان الذكاة.

قوله: لا يدع شاذة ولا نادة، كذا جاء بالنون عند القابسي، في حديث القعنبي، ولغيره: فاذة (٧) بالفاء وهو المشهور، وللأول


(١) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٤٥.
(٢) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ٩٢.
(٣) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ١٣٢.
(٤) أخرجه أبو داود في الصلاة باب ٨٢، والترمذي في المواقيت باب ٢٥، وابن ماجه في الأذان باب ١، والدارمي في الصلاة باب ٣.
(٥) أخرجه البخاري في الغسل باب ٢٠، ومسلم في الحيض حديث ٧٥، والفضائل حديث ١٥٥.
(٦) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٧) أخرجه بلفظ: "فاذّة" البخاري في الجهاد باب ٧٧، والمغازي باب ٣٨، ومسلم في الإيمان حديث ١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>