للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالنوال قبل السؤال. وقيل: الكثير العطاء.

وقوله: ليس أحدٌ أمن علينا في صحبته من أبي بكر (١) أي: أجود وأكرم، وأكثر تفضلًا، وليس من المن المذموم الذي هو اعتداد الصنيعة على المعطي، ومن ذلك قوله: لا يدخل الجنة منان (٢).

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: لو كانت لي منعة (٣): بفتح الميم أي: جماعة يمنعونني جمع مانع، وهو أكثر الضبط فيه. ويقال: بسكون النون أيضًا أي: عزة امتناع امتنع بها، وبفتحها ضبطه الأصيلي، وكذا الكلمة الأخرى في الحديث الآخر وفي عز ومَنَعَة (٤): بالفتح والإسكان في كتاب البخاري على ما تقدم من الوجوه، وهو مذهب الخليل. وأنكر أبو حاتم الإسكان اسم الفعلة من منع، أو الحال بتلك الصفة أو مكان بتلك الصف.

وقوله: في الضحايا: وذكر منة من جيرانه كذا للأصيلي وأبي الهيثم بالميم، ولم يضبطه الأصيلي ولابن السكن، ورواه مسلم هنة، وللفارسي: هيئة فيحتمل أنها: بضم الميم وتشديد النون أي: ضعفًا وحاجة. قال ابن دريد: هو من حروف الأضداد: رجل ذو منة، إذا كان قويًّا، ورجل ذو منة إذا كان ضعيفًا، ومنه: السير يمنه إذا أجهده وأضعفه، ورواية ابن السكن أيضًا لها وجه، والهنة يعبر بها عن الحاجة، وعن كل شيء، وقد جاء في الحديث الآخر: وكان عندهم ضيف فأمر أن يذبحوا قبل الصلاة ليأكل ضيفهم، فأما رواية الفارسي فوهم لا وجه لها. وقول عائشة في حديث ابن نمير في الحج: سمعت كلامك أصحابك فمنعت العمرة، كذا للسجزي هنا، وكذا أخرجه البخاري وهو الصواب، وعند بقية رواة مسلم: فسمعت بالعمرة وهو تصحيف. وفي الشروط، في حديث أبي بصير: قدم على النبي من منى مهاجرًا، كذا للهروي، والنسفي، وابن السكن وهو وهم، وصوابه رواية الأصيلي مؤمنًا.

وقوله: في صدر كتاب مسلم ونقدم الأحاديث التي هي أسلم من العيوب، وأنقى من أن يكون ناقلوها أهل استقامة. قال بعضهم: صوابه وهو أن يكون ناقلوها. قال القاضي : والكلام على جهته صحيح، ومن هنا لاستئناف الكلام وابتداء فصل بعد تمام غيره، وهو مما قدمنا من معانيها.

وقوله: في غزوة الطائف، ومعه عشرة آلاف من الطلقاء (٥)، كذا في حديث محمد بن بشار وهو وهم، وصوابه: عشرة آلاف، والطلقاء كما جاء في حديث غيره لأن عسكره يوم الفتح كان عشرة آلاف، وانضاف إليه في هوازن والطائف الطلقاء وهم أهل مكة، وكانوا ألفين. وفي باب الكلام في الأذان: قول ابن عباس فعل ذلك من هو خير منه، كذا لأكثرهم، وعند النسفي: مني وهو الوجه.


(١) أخرجه البخاري في الصلاة باب ٨٠.
(٢) أخرجه الترمذي في البر باب ٤١، والنسائي في الأشربة باب ٤٦.
(٣) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ١٠٧.
(٤) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ١٧.
(٥) تقدم الحديث مع تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>