للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأروع في منامي أي: أفزع، ومعنى لم ترع: أي: لا فزع عليك، ولم تقصد به. وجاء عند القابسي في موضع: لن ترع وهي لغة من يجزم بلن، ولم يرعني إلا رجل آخذ بكتفي أي: لم ينبهني.

وقوله: بروعة الخيل أي: بذعر من صدمتها.

وقوله: لم يراعوا أي: لم يفزعهم، ولم يصبهم فزع من أجل ذعر الخيل لهم.

[(ر و ق)]

في حديث الدجال فيضرب رواقه، فيخرج إليه كل منافق (١). قال الحربي: روق الإنسان همه ونفسه إذا ألقاه على الشيء حرصًا عليه. ويقال: الروق: الثقل يعني: درعه والرواق أيضًا: كالفسطاط والظلة، وأصله ما يكون بين يدي البيت. وقيل: رواق البيت سماوته، وهو الشقة التي تحت العليا.

[(ر و ي)]

قوله: حتى بلغ مني الري (٢)، الري: بكسر الراء وتشديد الياء استيفاء الشرب.

وقوله: باب الريان (٣) واختصاص الصائمين به، هو مشتق من الري لما ينال الصائم من العطش، فسمي هذا الباب بما أعد الله فيه من النعيم المجازي به على الصوم مما يروي، مما لم يخطر على قلب بشر، والله أعلم. ويوم التروية: اليوم الذي قبل يوم عرفة: مخفف الياء بعد الواو، وسمي بذلك لأن الناس يتزودون فيه الري من الماء بمكة، وشربت حتى رويت: بكسر الواو، روي من الماء والشراب ريًا، ورويت ماء وشرابًا أروى: بفتح الواو، ومنه في الحديث، حتى روي الناس ريًا (٤): بالكسر في الاسم والمصدر، وحكى الداودي: الفتح في المصدر، ورويت الأرض من المطر مثله، ورويت الحديث والخبر: أرويه: بفتح الواو في الماضي، وكسرها في المستقبل إذا حفظته أو حدثت به رواية، وتكررت هذه الألفاظ فيها، والرواء ممدود إذا فتحت وإذا كسرت الراء قصرت، وهو ما يروى من الماء وغيره، ومصدر روي من ذلك أيضًا وذكر الروايا والراوية، هي القربة الكبيرة التي يروى ما فيها. قال أبو عبيدة: وهي المزادة وهما سواء. وقال يعقوب: لا يقال راوية إنما الراوية البعير يقال: المزادة وهو ما زيد فيه جلد ثالث، ومنه فبعث براويتها فشربنا. وأما قوله: فأمر براويتها فأنيخت (٥)، فيحتمل أنها المزادة أي: أنيخ البعير بها، ويحتمل أنه أراد البعير لأنه يسمي راوية لحمله إياها، ولاستقاء الماء عليها كما يسمي ناضحًا لذلك، لا سيما على رواية السمرقندي راويتيها بالتثنية. وفي الحديث: وشر الروايا روايا الكذب (٦) في رواية الدمشقي عن مسلم. قيل: جمع روية وهو ما يدبره المرء، ويعده أمام عمله أو قوله. وقيل: جمع راوية له أي: ناقل. ويحتمل أنه استعارة لحامله من راوية الماء لحملها إياه، وكما قيل: كنيف


(١) أخرجه مسلم في الفتن حديث ١٢٣.
(٢) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة باب ٦.
(٣) انظر البخاري في الصوم باب ٤، وبدء الخلق باب ٩، وفضائل أصحاب النبي باب ٥، ومسلم في الصيام حديث ١٦٦.
(٤) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ١٩.
(٥) أخرجه مسلم في المساجد حديث ٣١٢.
(٦) أخرجه الدارمي في الرقاق باب ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>