للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالرقوب، ولكنه الذي لم يقدم من ولده شيئًا (١) أجابوه بمقتضى اللفظة في اللغة فأجابهم هو بمقتضاها في المعنى في الآخرة لأن من لم يعش له ولد يأسف عليهم. فقال: بل يجب أن يسمى بذلك ويأسف من لم يجدهم في الآخرة لما فاته من أجر تقديمهم بين يديه، وأصيب بذلك وهذا من تحويل الكلام إلى معنى آخر، كقوله في الصرعة والمحروب من حرب.

وقوله: ارقبوا محمدًا في أهل بيته (٢) أي: احفظوه. وقيل: في تسميته تعالى رقيبًا أي: حافظًا. وقيل: عليمًا ومعناهما في حق الله واحد. وإنما يختلف في حق الآدمي، فإن الرقيب: الحافظ للشيء ممن يغتفله ولا يصح هذا في حقه تعالى.

وقوله: ولم ينس حق الله في رقابها (٣) يعني: الخيل. قيل: هو حسن ملكتها وتعهدها وأن لا يحملها ما لا تطيق ويجهدها. وقيل: هو الحمل عليها في السبيل، وذكر الرقبى (٤): بضم الراء وسكون القاف بعدها باء بواحدة مقصورة، هي عندنا هبة كل واحد من الرجلين للآخر شيئًا بينهما إذا مات على أن يكون لآخرهما موتًا. وقيل: هي هبة الرجل للآخر شيئه، فإن مات وهو حي رجع إليه شيئه، بذلك لأن كل واحد منهما يرقب موت صاحبه.

[(ر ق ت)]

قوله: في الرقة: ربع العشر (٥) هي: الفضة مسكوكة أو غير مسكوكة، وجمعها: رقوت ورقات. وأصلها عند بعضهم الواو وهو اسم منقوص.

[(ر ق م)]

قوله: كالرقمة في ذراع الحمار (٦) هي كالدائرة فيه وذكر الرقيم (٧) فقيل: في رقيم أصحاب الكهف، إنه اسم قريتهم. وقيل: إنه لوح كانت فيه أسماؤهم مكتوبة، والرقيم الكتاب، ومنه قوله في تسوية الصفوف حتى يدعها كالقدح، والرقيم أي: السهم المقوم، والسطر المكتوب.

وقوله: كان يزيد في الرقم: بفتح الراء أي: الكتاب يريد رقم الثياب وما يكتب عليها من أثمانها، وهذه عبارة يستعملها المحدثون فيمن يكذب ويزيد في حديثه ويستعيرون له، مثل التاجر الذي يكذب في رقومه ويبيع عليها.

[(ر ق ق)]

قوله: ما رأى رغيفًا مرققًا (٨) أي: ملينًا محسنًا كخبز الحواري وشبهه، والترقيق: التليين، ولم يكن عندهم مناخل، يقال: جارية رقراقة البشرة أي: براقة البياض. وقد يكون


(١) أخرجه مسلم في البر حديث ١٠٦.
(٢) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة باب ١٢، ٢٢، ومسلم في الإيمان حديث ٢٠٥.
(٣) أخرجه البخاري في الاعتصام باب ٢٤، والمساقاة باب ١٢، والمناقب باب ٢٨، وتفسير سورة ٩٩، باب ١، ومسلم في الزكاة حديث ٢٤، ومالك في الجهاد حديث ٣.
(٤) أخرجه البخاري في الهبة باب ٣٢.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ١/ ١٢.
(٦) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٤٦، ومسلم في الإيمان حديث ٣٧٩.
(٧) انظر أحمد في المسند ٤/ ٢٧٤.
(٨) أخرجه البخاري في الرقاق باب ١٦، ١٧، والأطعمة باب ٨، ٢٣، ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>