للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء في حديث أبي الطاهر: أن ترجعن، ولا وجه له إلا أن يكون ترجعن فيصح قوله: فأخذتني رجفة (١) أي: اضطراب وزلزلة، وعند السمرقندي: وجفة بالواو وهي من الوجيف، ضرب من سير الإبل وليس بموضعه والأول الصواب. وفي أخبار بني إسرائيل في الطاعون: رجس أرسل على طائفة (٢)، كذا في سائر النسخ هنا بالسين والمعروف رجز كما في غير هذا الموضع، لكن قد ذكرنا أن أهل هذا الشأن وأهل التفسير قد قالوا إنه يقع الرجس على العقوبة واستشهدنا عليه بما تقدم قبل. في باب إذا طوَّل الإمام في حديث معاذ: فانصرف رجل كذا، عند الأصيلي، ولسائر الرواة الرجل والصواب ما للأصيلي لأنه لم يتقدم له في هذا الحديث ما يوجب تعريفه.

قوله: فرجف بهم الجبل (٣) أي: تحرك كما قدمناه، وفي رواية الطبري: فزحف بالزاي والحاء وهو بمعنى والأول أشهر وأعرف. وفي تفسير ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ﴾ [النساء: ٩٤] كان رجل في غنيمة، كذا لكافتهم، وكذا لأكثر رواة مسلم، وعند القابسي: الرجل وهو وهم.

وقوله: في حديث أبي هريرة في كتاب الرقائق: فأخذت القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح فأعطيه الرجل فيشرب (٤)، كذا لهم، وعند المروزي وأبي ذر: فأعطيه القدح وهو وهم، والأول الصواب.

قوله: في حديث محمد بن رمح في اللعان، في كتاب مسلم، فقال الرجل لابن عباس: أهي التي قال رسول الله: لو رجمت أحدًا بغير بينة (٥) الحديث كذا في جميع النسخ وصوبوه رجل على التنكير، وكذلك هو في كتاب البخاري في اللعان، وقد بين اسمه في الحديث الآخر فقال ابن شداد: وعلى ما في الأم يدل أنه الرجل الشاكي بامرأته أولًا ولا يستقيم بذلك الكلام، وفي هذا الحديث نفسه في رواية الناقد: لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرحمتها، كذا لابن الحذاء ولغيره: لرجمتها (٦)، وهو الصواب المعروف بدليل ما بعده من قوله: تلك امرأة أعلنت.

[الراء مع الحاء]

[(ر ح ب)]

قوله: مرحبًا منوّن كلمة تقال عند المبرة للقادم الوافد، ولمن يلقى ويجتمع به بعد مغيب، ومعناها صادفت رحبًا أي: سعة نصبت على المفعول. وقيل: على المصدر أي: رحب الله بك مرحبًا وضع موضع الترحيب، وهو مذهب الفراء. وفي الحديث: رحب بها وقال: مرحبًا بابنتي، ومكان رحب: واسع وجمعه رحاب ورحيب أيضًا.

وقوله: ضاقَتْ عَلَيَّ الأَرض بما رَحُبَتْ (٧)


(١) أخرجه مسلم في الإيمان حديث ٢٥٧.
(٢) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٣) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٤) أخرجه البخاري في الرقاق باب ١٧.
(٥) أخرجه البخاري في الطلاق باب ٣١، ٣٦، والحدود باب ٤٣، ومسلم في اللعان حديث ١٢، ١٣.
(٦) انظر الحاشية السابقة.
(٧) أخرجه أحمد في المسند ٣/ ٤٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>