للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ظننت عطفها على قوله: أظن كأنه قال: وحسبت ذلك، وفي الطلاق: قلت تحتسب يعني: تطليقة. قال فَمَهْ أي: تحسب وتعدّ، كما قال في الرواية الأخرى: حسبت عليّ بتطليقة.

قوله: ودينه حسبه أصل الحسب الأفعال الحسنة كأنها مأخوذة من الحساب، كأنه تحسب له خصاله الكريمة، وحسب الرجل آباؤه الكرام الذين تعدّ مناقبهم وتحسب عند المفاخرة والحسب، والحسب العد فلما كان فخر العرب بشرف آبائها أخبر عمر أن فخر أهل الإسلام بالدين.

[(ح س د)]

قوله: لا حسد إلا في اثنتين (١) أي: لا حسد محمود وغير مذموم إلا فيهما، والحسد المحمود تمني مثل ما تراه لغيرك، وهذا يسمى الغبطة، والمذموم أن تتمنى زواله عنه، وانتقاله إليك وهو الحسد بالحقيقة.

[(ح س ر)]

قوله: حسر عن فخذه (٢)، وفي الكسوف، وحتى حسر عنها، فلما حسر عنها (٣) على ما لم يسم فاعله، وحتى انحسر الغضب عن وجهه، ويروي، تحسر، وكذا لأكثر شيوخنا وأحسر خماري عن عيني بكسر السين وضمها، وحسر عن رأسه البرنس كله، بمعنى: كشف عنه، ومنه الحاسر المنكشف في الحرب بغير ذرع، وفي الحديث: على الحسر، وخرجوا حسرًا جمع حاسر.

وأما قوله: يحسر الفرات عن كنز، وعن جبل من ذهب (٤) فمعناه: نضب وكشف عنه، قال أهل اللغة: ويقال في هذا: حسر ولا يقال: انحسر، وجاء في رواية السمرقندي هنا ينحسر.

وقوله: دعوت فلم يستجب لي فينحسر عند ذلك ويدع الدعاء أي: يقطعه ويدعه. قال الله تعالى ﴿لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ﴾ [الأنبياء: (١٩] أي: ينقطعون عنها، يقال: حسر واستحسر إذا أعيا.

[(ح س ك)]

قوله: عليه حسكة (٥): هو شوك صلب حديد قاله الهروي.

[(ح س م)]

قوله: في المحاربين: ولم يحسِمُهم (٦): بكسر السين وضمها أي: لم يكوهم بعد أن قطعهم، وفي حديث سعد: فحسمه رسول الله بمشقص (٧).

[(ح س ن)]

قوله: في حديث ابن نمير: خَيْرُكُم مَحَاسِنَكُمْ


(١) أخرجه البخاري في العلم باب ١٥، والزكاة باب ٥، والأحكام باب ٣، والتمني باب ٥، والاعتصام باب ١٣، والتوحيد باب ٤٥.
(٢) أخرجه البخاري في الصلاة باب ١٢.
(٣) أخرجه مسلم في الكسوف حديث ٢٦.
(٤) أخرجه البخاري في الفتن باب ٢٤، ومسلم في الفتن حديث ٣٠،٢٩، بلفظ: "يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب".
(٥) أخرجه البخاري في التوحيد باب ٢٤، ومسلم في الإيمان حديث ٣٠٢.
(٦) أخرجه البخاري في الحدود باب ١٥، ١٦، ومسلم في القسامة حديث ١٢.
(٧) أخرجه مسلم في السلام حديث ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>