للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأفعال وغيره.

وقوله: وعلى رسول الله ثوب قد أُظلَّ به (١)، أي: جعل ليكون له ظلًا ليقيه الشمس.

[(ظ ل م)]

قوله: الظُّلمُ ظُلُماتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ (٢) يعني: على أهله حين يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وأيمانهم، أو يكون المعنى شدائد على أهلها، ومنه قوله تعالى ﴿قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [الأنعام: ٦٣] ومنه: يوم مظلم أي: ذو شدة.

قوله: وليس لعرق ظالم حق (٣)، يروى بالتنوين، وظالم نعت والصفة هنا راجعة إلى صاحب العرق أي: لذي عِرْق ظالم، وقد يرجع إلى العرق أي: عرق ذي ظلم فيه، ويروى بغير تنوين على الإضافة، والعرق: الإحياء والعمارة وسنذكره مفسرًا في بابه، وفي حديث الإفك: إن كنت قارفت سوءًا أو ظلمت (٤) يعني: عصيتَ. وقيل ذلك في قوله تعالى ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ﴾ [فاطر: ٣٢] وقول أبي هريرة في ثناء النبي على الأنصار: ما ظلم بأبي وأمي، أي: ما وضع الشيء في غير موضعه وهو معنى الظلم في أصل الوضع في اللغة.

قوله: انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا (٥) فسره في الحديث: إن كان ظالمًا فلينهه فإنه له نصر، وإن كان مَظْلُومًا فَلْيَنْصُرُهُ، ومعناه أنه إذا نهاه ووعظه فقد نصره على شيطانه ونفسه الأَمَّارة بالسوء حتى غلبه ذلك.

[(ظ ل ع)]

قوله: العرجاء البين ظلعها (٦): الظلع: بفتح الظاء واللام وسكون اللام أيضًا: العرج، يقال: منه ظلع: بكسر اللام إذا كان به غير خلقة فإن كان خلقة قيل: ظلع: بالفتح يظلع: بالضم مثل: عرج، وعرج في الحالتين.

وقوله: وأعطى أقوامًا أخاف ظلعهم (٧)، كذا وقع في البخاري: بالظاء مفتوحة، أي: ميلهم ومرض قلوبهم وضعف إيمانهم، والظلاع داء يوجد في قوائم الدواب تغمز منه، والظلع: بالسكون العرج. ومنه قولهم: أربِع على ظلعك. وقال بعض اللغويين: رجل ظالع إذا كان مائلًا مذنبًا أخذ من هذا الداء في الدابة. وقيل: المتهم، وحكى ابن الأنباري: ضالع بالضاد المعجمة أي: مائل مذنب، وذكر اختلاف أهل اللغة في الظلع الذي هو العرج: هل هو بالظاء أو بالضاد. ويقال من ذلك للذكر والأنثى: ظالع وأما الضلع: العظم الذي في الجنب: بالكسر والسكون. ويقال: بفتح اللام أيضًا، وأضلاع السفينة: فبالضاد المعجمة.


(١) أخرجه البخاري في الحج باب ١٧، وفضائل القرآن باب ٢، والمغازي باب ٥٦، ومسلم في الحج حديث ٨.
(٢) أخرجه مسلم في البر حديث ٥٦، ٥٧.
(٣) أخرجه البخاري في الحرث باب ١٥، ومالك في الأقضية حديث ٢٦.
(٤) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٢٤، باب ١.
(٥) أخرجه البخاري في المظالم باب ٤، والإكراه باب ٧، ومسلم في البر حديث ٦٢.
(٦) أخرجه مالك في الضحايا حديث ١.
(٧) أخرجه البخاري في الخمس باب ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>