للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك واعتقاده، والنفي لحقيقة ذلك كما قال: لا يعدي شيء شيئًا (١).

وقوله: فمن أعدى الأول (٢)، وكلاهما مفهوم من الشرع، والعدوى ما كانت تعتقده الجاهلية من تعدي داء ذي الداء، إلى ما يجاوره ويلاصقه ممن ليس فيه داء، فنفاه ونهى عن اعتقاده.

وقوله: له عدوتان (٣).

وقوله: تعادى بنا خيلنا (٤): بفتح التاء والدال أي: تجري، والعادية: الخيل تعدو عدوًا، وعدوًا أي: تجري، والعداء: بفتح العين وكسرها ممدود الطلق من الجري، وأصل التعادي التوالي.

وقوله: ما عدا سورة الحدة (٥) أي: ما خلا ذلك منها، وغير ذلك منها، وسورة الحدة هيجان الغضب وثورانه.

وقوله: استعدى عليه (٦) أي: رفع أمره للحاكم لينصره، وأعدى الحاكم فلانًا على فلان نصره.

وقوله: فلم يعد أن رأى الناس ماء في الميضاة فتكابوا عليها (٧) أي: فلم يتجاوزوا.

[فصل الاختلاف والوهم]

في باب النظر إلى المرأة: معي سورة كذا، وسورة كذا، عادها كذا لكافتهم هنا، وعند الأصيلي: عددها. في باب: إذا أسلمت المشركة ثم أسلم زوجها في العدة (٨)، كذا لهم، وعند الأصيلي في البخاري: ثم أسلم زوجها من الغدو الأول المعروف، وهو صحيح.

قوله: في حديث مسيلمة: ولن تعدو أمر الله فيك (٩) أي: لن تجاوزه، كذا رويناه في جميع روايات البخاري، وفي كتاب مسلم: ولن أتعدى أمر الله فيك (١٠)، ورجح الكناني رواية البخاري قال: ولعل ما في كتاب مسلم: ولن تعدا فزيدت الألف وهمًا. قال القاضي : الوجهان صحيحان إن شاء الله تعالى: لن تعدو أمر الله أنت في خيبتك مما أملته من النبوة، وهلاكك دون ذلك، أو بما سبق من أمر الله وقضائه فيه من شقاوته، ولن أعدو أمر الله فيك من أني لا أجيبك إلى ما طلبته، مما لا ينبغي لك من الاستخلاف أو الشركة، ومن أن أبلغ ما أنزل الله وأدفع أمرك بالتي هي أحسن.


(١) أخرجه الترمذي في القدر باب ٩.
(٢) أخرجه البخاري في الطب باب ٢٥، ٥٣، ٥٤، ومسلم في السلام حديث ١٠١، ١٠٢.
(٣) أخرجه البخاري في الطب باب ٣٠، ومسلم في السلام حديث ٩٨.
(٤) أخرجه البخاري في الجهاد باب ١٤١، وتفسير سورة ٦٠، باب ١، والمغازي باب ٤٦، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ١٦١.
(٥) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ٨٣.
(٦) انظر مسلم في القسامة حديث ٢١، ومالك في الحدود حديث ١٨، ٣٢.
(٧) أخرجه مسلم في المساجد حديث ٣١١.
(٨) أخرجه البخاري في الطلاق باب ٢٠.
(٩) أخرجه البخاري في التوحيد باب ٢٩، والمناقب باب ٢٥.
(١٠) أخرجه مسلم في الرؤيا حديث ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>