للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: ارموا وأنا معكم بني فلان (١)، ظاهره أي: في حزبهم، وعليه تأوله الكافة، وذهب أبو عبد الله بن المرابط إلى إن معناه يا بني فلان أي: محبًّا لهم إذ لا يعز مسلمًا على مسلم فيوهنه وهذا نظر ضعيف لأن هذا يلزمه ما هو أكبر منه في إظهاره محبة قوم على آخرين، وبهذا يدخل عليهم من الوهن أكثر من الأول، مع أن مساق الحديث بكفهم أيديهم عن الرمي لذلك أدبًا لئلَّا يسبقوه بالرمي حتى قال: وأنا معكم كلكم يدل على خلاف قوله.

[الميم مع الغين]

[(م غ ف)]

قوله: أكلت مغافير (٢): بالفاء والراء، وريح مغافير هو شبه الصمغ، يكون في أصل الرمث، فيه حلاوة والتفسير صحيح في الأم في رواية الجرجاني، والميم فيه زائدة عند بعضهم، وأصلية عند آخرين. قال ابن دريد: واحدها مغفور: بالضم وهو مما جاء على مفعول موضع الفاء ميم. وقال غيره: ليس في الكلام مفعول: بضم الميم إلا مغفور، ومغدود لضرب من الكمأة، ومنخور للمنخر. وقد رويناه عن ابن عيسى، عن ابن سراج: مغافير: بفتح الميم ويقال أيضًا لواحدها: مغفار ومغفير، وهي المغاثير بالثاء أيضًا، حكاه الفراء. ووقع في الأصول في كتاب مسلم: مغافر بغير تعويض والصواب مغافير.

[الميم مع القاف]

[(م ق ب)]

قوله: أتى المقبرة (٣) يقال: بفتح الباء وضمها والميم مفتوحة، يريد موضع القبور، ومدافن الموتى، سميت باسم الواحد من القبور.

[(م ق ت)]

قوله: فمقتهم (٤): المقت أشد البغض.

قوله: المقة من الله أي: المحبة وأصله الواو، وهي كلمة منقوصة وفاؤها واو يقال: ومقت الرجل أمقه مقة: أحببته.

[الميم مع السين]

[(م س ح)]

قوله: في عيسى المسيح: ولم يختلف في ضبط اسمه كما سماه الله في كتابه، واختلف في معناه فقيل: لأنه كان إذا مسح على ذي عاهة برأ. وقيل: لمسحه الأرض وسياحته فيها، فهو على هذا فعيل بمعنى فاعل، وقيل: لأنه كان ممسوح الرحل لا أخمص له. وقيل: لأن الله مسحه أي: خلقه خلقًا حسنًا، والمسحة: الجمال والحسن، وقيل: لأن زكرياء مسحه فهو هنا بمعنى مفعول أي: ممسوح. وقيل: هو اسم خصه الله به. وقيل: هو الصديق. وقال: وأما المسيح الدجال فاختلف في لفظه ومعناه، فأكثر الرواة وأهل المعرفة يقولونه مثل الأول، وكذا قيدناه في هذه الأصول عن جمهورهم، ووقع عند شيخنا


(١) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٧٨، والمناقب باب ٤.
(٢) أخرجه البخاري في الطلاق باب ٨، وتفسير سورة ٦٦، باب ١، والأيمان باب ٢٥، ومسلم في الطلاق حديث ٢٠.
(٣) أخرجه مسلم في الطهارة حديث ٣٩.
(٤) أخرجه مسلم في صفة الجنة حديث ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>