للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقض الوتر هو تشفيعه بركعة لمن يريد التنفل في بقية الليل، بعد أن أوتر، ثم يوتر آخرًا، وبه قال جماعة من السلف وأهل العلم.

وقوله: في ميراث الجد: حضرت الخليفتين قبلك يعطيانه النصف مع الأخ الواحد. إلى قوله. فإن كثر الإخوة لم ينقصوه، كذا ليحيى والقعنبي، وعند ابن بكير ومطرف وابن وهب: ينقصاه مثنى راجع إلى الخليفتين، والجمع على طريق أكبارهم كما يخاطبهم عن أنفسهم: بنون الجماعة، وقد يكون ينقصوه راجعًا إليهما ومن معهما من علماء وقتهما. في قصاص المظالم: حتى انقوا وهذبوا، كذا لكافتهم، وعند المستملي: إذا نقصوا وهذبوا.

قوله: لا يمنع نقع بير (١): بفتح النون وسكون القاف، هذا هو المعروف، ورواية الجمهور ومعناه: لا يمنع فضل مائه. والنقع: الماء الناقع: أي: المستنقع المجتمع، ورويناه بجزم العين من يمنع على النهي ورفعها على الخبر. المراد به النهي، وعند ابن أبي جعفر: نفع بالفاء، وإن كان صحيح المعنى فهو وهم لا شك فيه.

وقوله: في قطع الآبق: فكتب إلى عمر بن عبد العزيز نقيض كتابي (٢)، كذا هو لرواة يحيى: بالنون وكسر القاف وآخره ضاد معجمة أي: خلاف كتابي، وعند ابن وضاح: يقتض فعل آخره صاد مهملة وأوله ياء باثنتين تحتها، من الاقتصاص، وهو تتبع الأثر أي: حكى حميع ما كتبت به إليه ثم أجاب عنه، وهذا أشبه الروايتين، بدليل مساق الخبر وكتابهما جميعًا وإن كان الأول يصح، لأنه كان كتب هو أنه بلغه أنه لا يقطع، فكتب إليه عمر أن يقطع، وهو نقيض ما كتب به إليه وخلافه. في حديث: لا يُصِيبُ المؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ إِلَّا نَقَصَ بِها مِنْ خَطَايَاهُ، كذا للعذري في حديث ابن نمير، ولغيره: قص (٣) أي: كفَّر عنه، وحوسب بها، وحط مثلها من خطاياه، كما جاء حطَّ في الحديث الآخر، وهو أوجه، والرواية الأخرى: إليه يرجع معناها إن صحت.

[النون مع السين]

[(ن س أ)]

قوله: في الصرف إن كان نسيئًا فلا يصلح (٤)، كذا لهم على وزن فعيل، وعند الأصيلي: نساء مثل: فعال، وكلاهما صحيح، كله بمعنى التأخير. والنسيء: اسم وضع موضع المصدر الحقيقي، ومنه قوله تعالى ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾ [التوبة: ٣٧]. ويقال: أنسأت الشيء إنساءً ونسيئًا، والنَّساء: بالفتح: الاسم. ومنه: أنسأ الله أجله أي: أخّره وأطال عمره، ونسأ في أجله، كذلك أيضًا، ومنه الحديث: مَنْ أَحَبَّ أَن يَنْسَأَ في أَجَلِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ (٥).

[(ن س ب)]

قوله: وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها (٦) أي: في أشرف بيوت قومها.


(١) أخرجه مالك في الأقضية حديث ٣٠.
(٢) أخرجه مالك في الحدود حديث ٢٧.
(٣) أخرجه بهذا اللفظ مسلم في البر حديث ٤٨.
(٤) أخرجه البخاري في البيوع باب ٨.
(٥) أخرجه البخاري في البيوع باب ١٢، ١٣، ومسلم في البر حديث ٢٠، ٢١.
(٦) أخرجه البخاري في الجهاد باب ١٠٢

<<  <  ج: ص:  >  >>