للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

-إن شاء الله- ما ضبطه الأصيلي، وهو دليل القرآن، إذ جعل الفعل للسفن فقال: ﴿مَوَاخِرَ فِيهِ﴾ [النحل: ١٤] قال الخليل: مخرت السفينة إذا استقبلت الريح. وقال أبو عبيدة وغيره: هو شقها الماء، فعلى هذا السفينة فاعلة مرفوعة. وقال الكسائي: مخرت تمخر إذا جرت. قال أبو عبيد: مواخر يعني: جواري.

[(م خ ض)]

قوله: في الزكاة: ولا الماخض (١) هي التي مخضت أي: حملت ودنا وقتها نهى عن أخذها.

وقوله: فيها بنت مخاض (٢)، هي التي حملت أمها وهي الآن ماخض وهو في السنة الثانية، لأن العرب إنما كانت تحمل الفحول على الإناث سنة، فإذا وضعت تركتها سنة، حتى يشتد ولدها فيرمى الفحل عليها في الأخرى، ففيها تحمل وتمخض. وفي الحديث: فأصابها المَخَاضُ (٣) أي: الطلق والولادة.

[الميم مع الدال]

[(م د ح)]

قوله: لا أحد أحب إليه المدحة من الله (٤)، المدحة: الثناء والذكر الحسن: بكسر الميم فإذا أزلت التاء فتحت الميم فقلت: المدح ومعنى ذلك أنه يريدها ويأمر بها ويثيب عليها.

[(م د د)]

قوله: في المدة التي ماد فيها أبا سفيان (٥) بتشديد الدال أي: جعلوا بينهم وبينه مدة صلح وعهد، ومثله: إن شاءوا ماددتهم (٦).

وقوله: ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه (٧) أي: أجره في الصدقة بالمد من الطعام أو نصفه، والمد: رطل وثلث. قيل: سمي مدًّا لأنه ملء كفي الإنسان إذا مدهما طعامًا.

وقوله: أمد في الأوليين (٨) أي: أطول، ورجل مديد طويل.

قوله: هم أصل العرب، ومادة الإسلام (٩) أي: الذين يمدونهم ويعينونهم ويكثرون جيوشهم إذا احتاجوا إليهم، ويمدونهم أيضًا بما يؤخذ منهم من صدقاتهم، وكل ما أعنت به قومًا في الحرب وغيرها وزدتهم فيه، فهو مادة لهم يقال: مددنا القوم: صرنا لهم مددًا وأمددناهم بغيرنا. قال الله تعالى ﴿وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ﴾ [الإسراء: ٦].

ومنه قوله: العون بالمدد (١٠).


(١) أخرجه مالك في الزكاة حديث ٢٦.
(٢) انظر البخاري في الزكاة باب ٣٧ ومالك في الزكاة حديث ٢٣.
(٣) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ١٠٧.
(٤) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٦، باب ٧، وسورة ٧، باب ١، والنكاح باب ١٠٧، والتوحيد باب ١٥، ٢٠، ومسلم في اللعان حديث ١٧، والتوبة حديث ٣٢، ٣٣، ٣٤، ٣٥.
(٥) أخرجه البخاري في بدء الوحي باب ٦، والجزية باب ١٣.
(٦) أخرجه البخاري في الشروط باب ١٥.
(٧) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي باب ٥، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٢٢١، ٢٢٢.
(٨) أخرجه البخاري في الأذان باب ١٠٣، ومسلم في الصلاة حديث ١٥٩.
(٩) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي باب ٨.
(١٠) انظر البخاري في الجهاد باب ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>