للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(خ و ن)]

وقوله: مخافة أن يخونهم (١) قيل: يطلب غفلتهم. وقيل: ينتقصهم بذلك. وقيل: يطلع منهم على خيانة، وقدمنا في الحاء المهملة والزاي الخلاف فيه.

وقوله: ما أكل على خُوان قط (٢) يقال: بضم الخاء وكسرها وأخوان أيضًا وهي المائدة المعدة لهذا.

وقوله في الحديث الآخر: أكل على مائدة رسول الله ، يريد ما يضع عليه طعامه صيانة له من الأرض، من سفرة ومنديل وشبههما لا الموائد المعدة لهما التي تسمى خوانًا من خشب وشبهه، ولا يقال للخوان مائدة إلا إذا كان عليه طعام.

قوله: إذا أوْتُمِنَ خَانَ (٣)، أصل الخيانة النقص أي: ينقص ما أؤتُمِنَ عليه ولا يؤديه، كما كان عليه، وخيانة العبد ربه ألا يؤدي حقه، وأمانات عبادته التي ائتمنه عليها، وما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين (٤)، أي: خيانة أعين، كما قال تعالى ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾ [غافر: ١٩] وفاعلة تأتي مصدرًا كقولهم: عافاك الله عافية.

[(خ و ص)]

وقوله: قباء ديباج مخوص بالطهب وجامًا من فضة مخوصًا بالذهب (٥) أي: منسوج فيه وقيل: إن كان ثوبًا ففيه منه طرائق مثل: الخوص، وإن كان جامًا صنعت فيه من الذهب صفائح ضيقة مثل: الخوص من النخل. وروى القابسي في حديث الجام مخوضًا: بالضاد المعجمة وهو بعيد.

[(خ و ض)]

يخوضون في مال الله (٦): بالضاد المعجمة أي: يخلطون ويلبسون في أمره. قال الله تعالى ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا﴾ [الأنعام: ٦٨] ويكون أيضًا بمعنى المداخلة، والتلبس به، والإكثار من جمعه، وكسبه من خضت الماء: إذا مشيت فيه ودخلته، ولعل على مثل هذا تخرج رواية القابسي في الجام مخوضًا: بالضاد أي: قد خلط فيه ومزج به من خضت الماء، وخوضت السويق، إذا حركته، وخلطت بعضه ببعض ومنه: خاضوا في كذا، أي كثروا فيه الكلام، وخلطوا به الكذب.

[(خ و ف)]

قوله: غير الدجال أخوفني عليكم (٧)، كذا روايتنا فيه عن القاضيين: أبي علي وأبي عبد الله: بنون في آخره وضم الفاء، وكذا قيده الجياني وغيره، وقيدناه عن أبي بحر: بكسر الفاء بغير نون، ومعناهما واحد أي: أخوف مني لغة مسموعة وبالنون، قيدناه في كتاب ثابت عن أبي الحسين بن سراج وهو اختصار


(١) انظر البخاري في البيوع باب ٦٥، والشهادات باب ٢٥، ومسلم في الجهاد حديث ٤٩.
(٢) أخرجه البخاري في الأطعمة باب ٨، والرقاق باب ١٦.
(٣) أخرجه البخاري في الإيمان باب ٢٤، والشهادات باب ٢٨، والوصايا باب ٨، والأدب باب ٦٩، ومسلم في الإيمان حديث ١٠٧، ١٠٨.
(٤) أخرجه أبو داود في الحدود باب ١.
(٥) أخرجه البخاري في الوصايا باب ٣٥.
(٦) أخرجه البخاري في الأدب باب ٩٠، ومسلم في الإيمان حديث ٣٧٤.
(٧) أخرجه مسلم في الفتن حديث ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>