للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفتوحة مخففة وقد ضبطه بعضهم بتشديدها والفتح أفصح. قال الله تعالى ﴿وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ﴾ [الأنعام: ٩] أي: خلط عليه أمر صلاته، وشبهها عليه. ومنه قوله: من لبس على نفسه لبساً جعلنا لبسه به (١)، لا تلبسوا على أنفسكم (٢)، بالتخفيف في جميعها لشيوخنا، في الموطأ. وفي رواية الأصيلي في الآخر: التشديد.

قوله: ذهبت ولم تلبس منها بشيء يعني: الدنيا.

قوله: لبس عليه أي: خلط، وعميَ أمره عليه، ومنه قوله في خبر ابن صياد: فلبسني بتخفيف الباء أي: جعلني التبس في أمره.

قوله: نهى عن لبستين فسرهما في الحديث هو: بكسر اللام لأنَّه من الهيئة والحالة في اللباس. وقد روي: بضم اللام على اسم الفعل والأول هنا أوجه.

قوله: ائتوني بثياب لبيس أو خميص (٣)، هو ما لبس من الثياب، وتقدم تفسير الخميص.

قوله: في الترك يلبسون الشعر (٤) في الحديث الآخر، يمشون في الشعر، يحتمل أنه على ظاهره إن لباسهم من الشعر، ويحتمل أنه تفسير لقوله ينتعلون الشعر أي: أن نعالهم من حبال وضفائر من شعر، ويحتمل أن المراد بذلك كثرة شعورهم حتى تجلل أجسامهم. وذكر في الزكاة اللوبياء ممدود وهو حب معروف.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: فإنه يبعث يوم القيامة ملبدًا (٥)، كذا ذكره البخاري في حديث أبي النعمان في كتاب الجنائز، بمعنى تلبيد الشعر على ما تقدم، وكذا ذكره مسلم من رواية محمد بن صباح، عن هشيم ورواية يحيى بن يحيى وغيره عن أبي بشر عن سعيد بن جبير. والذي جاء في سائر المواضع فيهما وفي غيرهما ملبياً (٦): بالياء من التلبية وهو أصح وأشبه بمراد الحديث، وأشهر في الرواية مع ما جاء في الروايات الآخر: يلبي فارتفع الإشكال؛ لأن النبي إنما نهاهم عن تغطية رأسه لأنَّه يحشر يلبي، فيجب أن يترك بصفة الحاج المحرم وليس للتلبيد هنا معنى.

قوله: في حديث الرضاعة: فتحرم بلبنها (٧)، كذا الرواية فيه في هذا الحديث من غير خلاف، وقال ابن مكي في كتابه: إن ذكر اللبن لبنات آدم خطأ إنما هو لغيرهن، وللمرأة لبان، وهذا الحديث يرد عليه.

وقوله: في حديث سعد: فانفجرت من لبته (٨)، كذا عند أبي بحر، وقد فسرناه، وعند الصدفي من ليته وهو: صفحة العنق: بكسر اللام بعدها ياء باثنتين تحتها، وللباجي ليلته،


(١) أخرجه مالك في الطلاق حديث ٢.
(٢) انظر الحاشية السابقة.
(٣) أخرجه البخاري في الزكاة باب ٣٣.
(٤) أخرجه أبو داود في الملاحم باب ٩، والنسائي في الجهاد باب ٤٢.
(٥) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٢١، ومسلم في الحج حديث ٩٩ - ١٠١.
(٦) أخرجه بلفظ: "ملبياً" البخاري في الجنائز باب ٢٠، ٢١، ٢٢، والصيد باب ٢٠، ٢١، ومسلم في الحج حديث ٩٣، ٩٤، ٩٦، ١٠١.
(٧) أخرجه مالك في الرضاع حديث ١٢.
(٨) أخرجه البخاري في المغازي باب ٣٠، ومسلم في الجهاد حديث ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>