للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل الاختلاف والوهم]

ذكر البخاري من رواية التنيسي في كتاب الأذان: أن النبي كان إذا اعتكف المؤذن، وبدا الصبح ركع ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة (١)، كذا للأصيلي والقابسي والهروي. قال القابسي: ومعنى اعتكف هنا انتصب للأذان كأنه من ملازمة مراقبة الفجر. وجاء هذا الحديث عند الهمداني: كان إذا أذَّن المؤذّن، وعند النسفي: كان إذا اعتكف أذن المؤذن للصبح. وفي سائر الأحاديث: كان إذا سكت المؤذن، وهو وجه الكلام، وبمعناه رواية الهمداني. وتكون رواية النسفي عن حاله إذا اعتكف، وكان في المسجد فكان يركع ركعتي الفجر فيه إذ غالب أحواله إنما كان يصليها في بيته.

[العين مع اللام]

[(ع ل ب)]

قوله: إنما كانت حلية سيوفهم العلابي (٢): بفتح العين وتخفيف اللام والياء آخرًا، وباء بواحدة مكسورة قبلها يريد العصب تؤخذ رطبة فتشد بها أجفان السيوف فتجف عليها، وتشد بها الرماح إذا تصدعت، واسم العصبة العلباء: ممدود مكسور العين.

وقوله: بين يديه ركوة أو علبة (٣) العلبة: بضم العين وسكون اللام. قال يعقوب: هي كالقدح الضخم من خشب أو من جلود الإبل يحلب فيه، وقيل: يكون أسفلها جلد، وأعلاها خشب مدور مثل إطار الغربال. وقيل: هي جفان أو عساس يحلب فيها.

[(ع ل ج)]

قوله: عالجت امرأة في أقصى المدينة، وإني أصبت منها ما دون أن أمسها (٤) أي: تناولت ذلك منها بملاطفة، والمعالجة: المصارعة والملاطفة، ومنه علاج المريض، يريد أنه أصاب منها ما دون الفاحشة، كما قال في الحديث الآخر مبينًا.

وقوله: من كسبه وعلاجه (٥) أي: محاولته وتجارته وملاطفته في اكتساب ذلك.

وقوله: ولي حره وعلاجه (٦) أي: عمله وتعبه، ومنه: عالجوا (٧) أي: خدموا، وفي الحديث الآخر: يعالج من التنزيل شدة (٨).

[(ع ل ل)]

قوله: رجل لعلة بالفتح.

وقوله: الأنبياء أولاد علات (٩)، أصله البنون ليسوا لأم واحدة، والعلة: بالفتح الضرة، يريد أنهم في أزمان متباينة بعضهم عن بعض، وقد


(١) أخرجه البخاري في الأذان باب ١٢.
(٢) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٨٣.
(٣) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٤٢، والمغازي باب ٨٣.
(٤) أخرجه مسلم في التوبة حديث ٤٢.
(٥) أخرجه البخاري في العتق باب ١٨، والأطعمة باب ٥٥.
(٦) انظر الحاشية السابقة.
(٧) انظر البخاري في الجهاد باب ٧١.
(٨) أخرجه البخاري في بدء الوحي باب ٤، والتوحيد باب ٤٣، ومسلم في الصلاة حديث ١٤٨.
(٩) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٤٨، ومسلم في الفضائل حديث ١٤٣، ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>