للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: إذا مر بِجَنَبَات أم سليم (١): بفتح النون جمع جنبة وهي الناحية والجانب والجناب، ومنه: على جنبتي الصراط أي: ناحيتيه، ومنه في حديث يأجوج ومأجوج: حتى إن الطير تمرّ بجنباتهم (٢). وذات الجَنْب (٣) داء بفتح الجيم وسكون النون. قال الترمذي: هو السل، وفي البارع: هو الذي يطول مرضه. وقال النضر: هي الدبيلة قرحة تثقب البطن، وهو مثل قول بعضهم: إنها الشوصة وثمر جنيب. قال مالك: هو الكبيس. وقال غيره: كان تمر ليس بمختلط والجمع المختلط. وقال الطحاوي وابن السكن: إنه الطيب. وقال غيره: هو المتين.

وقوله: اجنبنا والجنابة معلومة وأصلها البعد، لأنه لا يقرب مواضع الصلاة ويجتنبها حتى يتطهر. وقيل: لمجانبة الناس حتى يغتسل، ورجل جُنُب. ورجال جُنُب. وقيل: أجناب وامرأة جنب. قال الله تعالى: ﴿وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ﴾ [النساء: ٤٣]. وكذلك يقال في الرجل البعيد في النسب مثله، وجنب الرجل وأجنب من الجنابة.

وقوله: مَنِ اغْتَسَل يوم الجمعة غسل الجنابة (٤) أي: صفة غسل الجنابة.

وقوله: وعلى المجنبة اليمنى فلان، وعلى المجنبة اليسرى (٥). قال شمر: المجنبة الكتيبة التي تأخذ جانب الطريق، وهما مجنبتان ميمنة وميسرة بجانبي الطريق والقلب بينهما.

وقوله: فأدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ (٦): بفتح الجيم بعدها نون وبعد الألف باء بواحدة ثم ذال معجمة، كذا رواه مسلم والبخاري في كتاب الأنبياء. من رواية غير المروزي. وفسروه بالقباب واحدها جنبذة بالضم. والجنبذة ما ارتفع من البناء وجاء في البخاري أيضًا في موضع آخر: حبائل (٧)، وذهب بعضهم إلى أنه تصحيف من جنابذ، ونتكلم عليه في حرف الحاء والباء.

[(ج ن ح)]

قوله: جَنَحَ الليل (٨)، يقال: الليل يجنح إذا أقبل، وذلك حين تغيب الشمس، ومنه قوله: إذا استجنح (٩)، أو قال: جنح كذا لكافتهم، وعند النسفي والحموي وأبي الهيثم، أو كان جنح الليل، ويقال: جنح الليل: مال وجنح


(١) أخرجه البخاري في النكاح باب ٦٤.
(٢) أخرجه مسلم في الفتن حديث ٣٧.
(٣) انظر البخاري في الطب باب ١٠، ٢١، ٢٣، ٢٦، ومسلم في السلام حديث ٨٦، ٨٧، ومالك في الجنائز حديث ٣٦.
(٤) أخرجه البخاري في الغسل باب ١، ٦، ٨، ٩، ١٥، ٢١، والحيض باب ٢١، ومسلم في الحيض حديث ٥، ٣٥، ٣٦، ٣٩، ٤٠، ٤٩، ٥٢، ومالك في الطهارة حديث ٧٠، والوضوء حديث ٦٧، والجمعة حديث ١، ٢.
(٥) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٨٤، ٨٦.
(٦) أخرجه البخاري في الصلاة باب ١، وأحاديث الأنبياء باب ٥، ومسلم في الإيمان حديث ٢٦٣.
(٧) انظر الحاشية السابقة.
(٨) أخرجه البخاري في الأذان باب ٦٣.
(٩) انظر البخاري في بدء الخلق باب ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>