للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حرف الحاء]

[الحاء مع الباء]

[(ح ب ب)]

قوله: كما تنبت الحبة في حميل السيل (١)، كذا هي: بكسر الحاء وتشديد الباء. قال الفراء: هي بزور البقل. وقال الكسائي: هو حب الرياحين بالفتح واحده حبة بالكسر. وقال أبو عمر: وهو نبت ينبت في الحشيش الصغار. وقال النضر بن شميل: الحِبة: بكسر الحاء اسم جامع لحبوب البقل التي تنتشر إذا هاجت الريح، فإذا مطرت من قابل نبتت، والحبة من العنب حبة بالفتح، وحب الحبة الذي داخلها يسمى حبة: بضم الحاء وفتح الباء مخففة. وقال الحربي: ما كان من النبت له حب فاسم ذلك الحب: الحبة. قال غيره: فأما الحنطة ونحوها فهو الحب لا غير. وقالوا: الحبة فيما هو حبوب مختلفة. قال ابن دريد: وهو جميع ما تحمله البقول من ثمرة. قال: وجمعه حبب وتشبيهه نباتهم بنبات الحبة لوجهين. أحدهما: بياضها كما ذكر في الحديث فيهم وفيها. والثانية: سرعة نباتها لأنهم قالوا: تنبت في يوم أو ليلة، لأنها لما رويت من الماء، ثم ترددت في غثاء السيل، وقد رويت وتيسرت، قلبتها للخروج، فإذا خرجت إلى طين الشط في حميل السيل، غرزت عروقها فيه لحينها، ونبتت بسرعة.

قوله: حِب رسول الله (٢): بكسر الحاء أي: محبوبه.

وقوله: يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (٣)، وإن الله يحب كذا، وإذا أحب الله العبد نادى جبريل إني أحبه فأحبه (٤) محبة الله لمن يحب إرادته الخير له في الدنيا والآخرة، من هدايته ورحمته وإنعامه عليه، ومحبة جبريل والملائكة لمن يحب، قد تكون على ظاهرها من الميل الذي يليق بالمخلوقين، ويتنزه عنها الخالق، وقد تكون من جبريل والملائكة استغفارهم له وذكرهم له في الملأ الأعلى بالخير، ودعاؤهم له ومحبة العبيد لله قيل: هو طاعتهم له لأن الله تعالى يجلّ ويتقدس أن يميل أو يُمال إليه. وقيل: لا يبعد أن يكون على ظاهره، وميل القلب والروح لجلاله وعظمته.


(١) أخرجه البخاري في الإيمان باب ١٥، والأذان باب ١٢٩، والتوحيد باب ٢٤، والرقاق باب ٥٢، ومسلم في الإيمان حديث ٢٩٩.
(٢) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة باب ١٨، وأحاديث الأنبياء باب ٥٤، والحدود باب ١٢، ومسلم في الحدود حديث ٨، ٩.
(٣) أخرجه البخاري في الجهاد باب ١٢١، وفضائل الصحابة باب ٩، والمغازي باب ٣٨، ومسلم في الجهاد حديث ١٣٢، وفضائل الصحابة حديث ٣٢، ٣٤، ٣٥.
(٤) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ٦، والأدب باب ٤١، والتوحيد باب ٣٣، ومسلم في البر حديث ١٥٧، ومالك في الشعر حديث ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>