للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصححه، جمع أخذة مثل كسرة وكسر. وكذا ذكره ثعلب قال: يقال: ما أَخَذَ أَخَذَهُ بالكسر أي ما قصد قصده، وأَخْذُ القوم: طريقهم وسبيلهم. وقال غيره: يقال: أَخَذَ بنو فلان ومن أَخَذَ أَخْذَهُمْ وأَخِذَهُمْ وأَخذهم. وقيل: معناه الطرق والأخلاق. وضبطه أكثرهم: أَخْذ: بفتح الهمزة وسكون الخاء، أي يسلكون سبيلهم ويتخلقون بخلقهم ويفعلون أفعالهم ويتناولون في أمور الدنيا ما تناولوه. كما قال: لَتَسْلُكُن سَنَنَ مَنْ قَبْلكم (١). وفي الحديث الآخر في أهل الجنة: نزلوا منازلهم وأَخَذوا أَخَذاتهم (٢). كذا ضبطناه هنا بفتح الهمزة والخاء، معناه سلكوا طرقهم إلى درجاتهم وحلّوا محالهم. كما قال فيما تقدم قبله، وقد يكون معنى أخذوا أَخَذاتهم: أي حصلوا كرامة ربهم وحازوا ما أعطوا منها.

وقوله: يؤخّذ عن امرأته (٣). مشدد الخاء، أي يحبس عنها حتى لا يصل إلى جماعها. والأُخذة بضم الهمزة رقية الساحر.

[(أ خ ر)]

وقوله: إِنَّ الأَخِرَ زنى (٤). بقصر الهمزة وكسر الخاء هنا، كذا رويناه عن كافة شيوخنا وبعض المشائخ يمد الهمزة، وكذا روي عن الأصيلي في الموطأ وهو خطأ، وكذلك فَتْحُ الخاء هنا خطأ، ومعناه الأَبْعد على الذم وقيل: الأَرذل (٥).

ومثله في الحديث: المسألة أَخِر كسب الرجل (٦). مقصور أيضًا: أي أرذله وأدناه، وإن كان الخطابي قد رواه بالمد وحمله على ظاهره، وأن معناه أن ما كنتم تقدرون على معيشة من غيرها فلا تسألوا. والثاني على طريق الخبر أن من سأل اعتاد ذلك فلم يشتغل بغيره. وقيل: الأخير بالياء هو الأبعد والأَخِر بغيرِ ياء الغائب، وفي تفسير ابن مزين: الأَخِر اللئيم وقيل: هو البائس الشقي. وأما الآخر ضد الأول فممدود، وكذلك الأخير بمعنى المتأخر ضد المتقدم، وكذلك الآخَر بفتح الخاء بمعنى الثاني ممدود.

ومنه في الملاعنة: وأمر أُنيسًا أن يأتي امرأة الآخرَ (٧). بالمد والفتح ورواه هنا ابن وضاح الأخير. وفي الحديث الآخر: أَخِّر عني يا عمر (٨): أي أَخِّر عني قولك أَو رأيك أو نفسك فاختصر إيجازًا وبلاغة.

قوله في البيت المعمور والملائكة: إذا خرجوا منه لم يعودوا آخرُ ما عليهم. كذا رويناه برفع آخر وفتحها ومعناه أنه آخر دخولهم


(١) روي الحديث بلفظ: "لتتبعن سَنَنَ من كان قبلكم"، أخرجه البخاري في الاعتصام باب ١٤، في الترجمة، وأحاديث الأنبياء باب ٥٠، ومسلم في العلم حديث ٦.
(٢) أخرجه مسلم في الإيمان حديث ٣١٢.
(٣) أخرجه البخاري في الطب باب ٤٩.
(٤) أخرجه مسلم في الحدود حديث ١٧، وأخرجه البخاري في الصوم باب ٣١، بلفظ: "إنّ الأخِرَ وقع على امرأته".
(٥) قال في النهاية ١/ ٢٩: الأَخِر، بوزن الكَبِد: هو الأبعد المتأخر عن الخير.
(٦) رواه في النهاية ١/ ٢٩.
(٧) أخرجه البخاري في الحدود باب ٣٨.
(٨) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٨٤، وتفسير سورة ٩، باب ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>