للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغراب؟ وقد سماه رسول الله فاسقًا، وتحريمها كلها غير معروف، واختلف في الغراب.

وقوله: فلم يفسق ولم يجهل (١) أي: يعصي الله، ويخرج عن الطاعة بذلك. وقيل: يفسق: يذبح لغير الله على الخلاف في قوله ﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ﴾ [البقرة: ١٩٧] وقيل: ما أصاب من محارم الله والصيد. وقيل: قول الزور.

[الفاء مع الشين]

[(ف ش ج)]

قوله: في حديث جابر آخر مسلم: ففشجت فبالت (٢)، انفاجت وفرجت ما بين رجليها لتبول كما تفعل الدواب والإبل، وقد ذكرنا هذا الحرف والخلاف في روايته، وتفسيره في حرف التاء.

[(ف ش ع)]

قوله: في باب: من طاف بالبيت فقد حل: إن هذا الأمر قد تفشع له الناس (٣): بالفاء والعين المهملة، كذا رويناه في حديث أحمد بن سعيد الدارمي في كتاب مسلم، عن شيوخنا بغير خلاف، ومعناه: انتشر وفشي، وكذلك رواه أبو داود في مصنفه، وابن أبي شيبة في كتابه، من رواية هشام في الحديث الآخر: ما هذه الفتيا التي تشغفت في الناس؟ وهو في كتاب مسلم بتقديم الشين والغين على

الفاء، قد تشغفت أو تشعبت: بالغين أولًا والعين المهملة والباء بواحدة ثانيًا على الشك، وروي الآخر بالمعجمة أيضًا، وبالغين المعجمة والفاء، رواه ابن أبي شيبة في كتابه، عن شعبة، وأكثر روايتنا في الحرفين بالعين المهملة وبالمعجمة. ذكر الحرف: أبو عبيدة من رواية حجاج، وبالمهملتين رواية غيره فأما بالعين المهملة والباء فمن الافتراق. فرقت الناس وخالفت بين آرائهم وفتواهم، وأما بالمعجمة والباء، فمن التشغيب، وهو التخليط، وأما على رواية تشغفت بتقديم الغين على الفاء فإن لم يكن من المقلوب مما قدمناه فمعناه: علقت الناس وشغفوا بها، قال قتادة في قوله: ﴿شَغَفَهَا حُبًّا﴾ [يوسف: ٣٠] أي: علقها مأخوذ من شغاف القلب، وسنذكره في حرف الشين، ووقع في حديث الدارمي في بعض النسخ لبعضهم: تقشع: بالقاف وهو وهم، وتقديم الفاء على الشين عند بعضهم أصوب.

[(ف ش و)]

قوله: ضموا فواشيكم (٤)، هو كل شيء، ينتشر من المال والصبيان وغيرهم.

وقوله: فشت في ذلك القالة (٥)، وأن يفشو فيكم، ويفشو الإسلام (٦)، ويفشوا الزنى (٧)، كله بمعنى يذيع وينتشر، ومنه قول عمر بن عبد العزيز: وليفشو العلم فإن العلم لن يهلك


(١) أخرجه البخاري في الصوم باب ٢، ومسلم في الصيام حديث ١٦٠، ١٦٣، ومالك في الصيام حديث ٥٧.
(٢) أخرجه مسلم في الزهد حديث ٧٤.
(٣) أخرجه مسلم في الحج حديث ٢٠٧ بلفظ: "تفشغ" بالغين المعجمة.
(٤) أخرجه مسلم في الأشربة حديث ٩٨.
(٥) أخرجه البخاري في الشركة باب ١٥.
(٦) أخرجه البخاري في المواقيت باب ٢٢.
(٧) أخرجه مسلم في العلم حديث ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>