للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في غزوة خيبر: وخرج شبان الناس وإخفاؤهم حسرًا، كذا لمسلم ولابن السكن وأبي ذر في بعض الروايات عنه خفافهم، وللأصيلي والقابسي والفارسي أخفافهم، وكلهم صحيح خفيف، ويكون أخفاف جمع خف أيضًا. وفي مسلم في حديث ابن جناب: أخفى من الناس وحسر. قال الحربي: في هذا جُفاء: بضم الجيم، وكذا ذكره صاحب الغريبين. وقال: معناه سرعان الناس، وكجفاء السيل وهو ما يقذف به من العثاء والزبل. وقاله ابن قتيبة. وقال الحربي: قد يكون من الخفة وهي الجماعة وإلا فهو من القوم الجفاة.

وقوله: ورجل تَصَدَّق أخْفَى حتى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ (١)، الحديث، كذا لهم أخفى أفعل، وضبطه الأصيلي إخفاء: بكسر الهمزة ممدود مصدرًا. وكلاهما له وجه يقال: أخفيت الشيء إذا سترته وخفيته أظهرته، وقيل: هما بمعنى من الأضداد.

وقوله: في التفسير: أكننت الشيء: أخفيته، وكننته وأخفيته أظهرته، كذا لهم وهو صحيح على أحد الوجهين المتقدمين قبل، والأوجه هنا بمساق الكلام وكننته وخفيته أظهرته وهو المعروف وهذا على الوجه الأول المتقدم.

وقوله: خفضي عليك أي بنية (٢) بمعنى هوّني وخفّفي في الروايات الأخر، كذا للمستملي وللحموي وأبي الهيثم: خفي ولغيرهم: خففي، ومعناه متقارب من تهوين الأمر وتحقيره.

قوله: في حديث ابن أبي شيبة في خبر عبد الله بن أبي ابن سلول، في كتاب المنافقين.

وقوله: ﴿لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا﴾ [المنافقون: ٧] من حوله. قال زهير: وهي في قراءة عبد الله من خفض حوله، كذا عند العذري، وكذا رويناه عن القاضي أبي علي وأبي بحر عنه، وكذا ضبطناه على أبي بحر خفض، وكذا ذكره ابن أبي شيبة، شيخ مسلم فيه في مصنفه بنحو منه. فقال: وهي في قراءة من خفض من حوله نبه ابن أبي شيبة على أن روايته فيه كذا من بالخفض ليرفع الإشكال، ويرى مخالفة من رواه بالفتح، وكذا رواه بعض شيوخنا في كتاب الترمذي من كان حوله. وأما روايتنا فيه فليس فيها كان ورواه بعض رواة مسلم، وهي في قراءة عبد الله من حوله، وكذا كان عند السمرقندي، وروينا عن أبي بحر عن القاضي الكناني، من طريق ابن ماهان من خفض حوله، كذا وجدته مقيدًا عنه بخطي في حاشية كتابي، وفسره الكناني بأن معناه من تحف به وانعطاف عليه كأنه كأنه من قوله: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾ [الإسراء: ٢٤] ويدل عليه استشهاده برواية ابن أبي شيبة، وهي بالخاء المعجمة، وضبطه غيري عنه من حفض: بحاء مهملة، وفسره بما تقدم من قولهم: حفضت العود إذا حنيته وعطفته، وكذا وجدت هذا الحرف عن ابن ماهان، في أصل شيخنا القاضي التميمي، بخط أبي محمد بن العسال، روايته من طريق ابن الحذّاء عنه. قال زهير: هي في قراءة حفض من حوله، لم يعجم الخاء، ورواية الكناني إنما هي طريق ابن ماهان فأراه على


(١) أخرجه البخاري في الزكاة باب ١٣، ١٦.
(٢) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٢٤، باب ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>