للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوجوه التي وجهوا بها هذا اللفظ على اختلافهم في عبارتهم عنه بما ذكرناه، وكله راجع إلى أنه دعاء له، أو تكون ذي صلة ودعمًا للكلام، كقولهم: رأيته ذا يوم أو ذا ليلة وقد يرجع إلى نحو ما قلناه من التأويل على ما نذكره بعد، وجاء في الحديث في هذه الأمهات منها ألفاظ سوى ما ذكرناه منها.

قوله: ذو بطن بنت خارجة أي: صاحب بطنها يريد الحمل الذي فيه.

وقوله: ويرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي، أي الجمرة التي تضاف للعقبة، كما قال في الحديث الآخر التي عند العقبة، وكل هذا إضافة إلى مفرد.

وقوله: أن تقتل تقتل ذا دم أي: صاحب دم يشتفى به، ويدرك قاتله ثأره به ولم يرد به الجنس.

وقوله: لعلي ذو قرنيها أي: صاحب قرنيها، يريد قرني الجنة أي: طرفيها. وقيل: ذو قرنيها ذو قرني هذه الأمة أنك فيها كذي القرنين في أمته ودعائه لهم، وأنه فيما ذكر ضرب على قرني رأسه. وقيل: معناه فارسها وكبشها: وقيل معناه أنك مضروب هذه الأمة بقرني رأسه.

وقوله: تَصِلَ ذا رَحِمَكَ أي: صاحب رحمك ومشاركتك فيه، وهو من الجائز على ما قدمناه، وتكون الإضافة على تقدير الانفصال، وذو في هذا الباب كله بمعنى صاحب كذا، والذي له كذا، أو الذي في شأنه كذا.

[الذال والياء]

[(ذ ي خ)]

قوله: فإذا بذيخ ملتطخ (١): بكسر الذال وآخره خاء معجمة، وهو ذكر الضباع، ومعنى ملتطخ بالطين أو برجيعه كما في الحديث الآخر: أمدر: أي: متلوث بالمدر.

[فصل في ذي وذا وذيت وذات وذه وذاك]

وقول البخاري باب ما جاء في الذات، وفي الحديث ذات يوم أو ذات ليلة، ويصلحوا ذات بينهم، فذات الشيء نفسه، وهو راجع إلى ما تقدم أي: الذي هو كذا ذا لمن تشير إليه، وذي للمؤنث، وذاك إذا أدخلت كاف الخطاب فإنما هو إشارة إلى إثبات حقيقة المشار إليه نفسه، وقد استعمل الفقهاء والمتكلمون الذات بالألف واللام، وغلطهم في ذلك أكثر النحاة، وقالوا: لا يجوز أن تدخل عليها الألف واللام لأنها من المبهمات، وأجاز بعض النحاة قولهم الذات، وأنها كناية عن النفس وحقيقة الشيء، أو عن الخلق والصفات وقد ذكرنا قولهم الذوين. وجاء في الشعر: وأنه شاذ، وأما استعمال البخاري لها فعلى ما تقدم من التفسير، من أن المراد بها الشيء نفسه، على ما استعمله المتكلمون في حق الله تعالى ألا تراه كيف قال: ما جاء في الذات والنعوت، يريد الصفات، ففرق في العبارة بينهما على طريقة المتكلمين؟

وأما قوله في الحديث: ذات ليلة، وذات يوم، فقد استعملت العرب ذلك بالتاء وبغير تاء قالوا: ذات يوم، وذا ليلة، وذا يوم، وذات ليلة، وهو كناية عن يوم وليلة كأنه قال: رأيته وقتًا أو زمنًا الذي هو يوم أو ليلة، وأما على الثانية فكأنه قال: رأيته. مدة التي هي يوم أو ليلة ونحوها. فقال أبو حاتم كأنهم أضمروا مؤنثًا، وكذلك قولهم: قليل ذات اليد أي: النفقة أو الدنانير أو الدراهم، التي هي ذات اليد


(١) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>