للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله.

وقوله: على مَ تفعلن كذا، أي لم تفعلن أو لأيُّ شيء، هو بمعنى اللام كما قال:

رعته أشهرًا وخلا عليها (١)

أي: لها، وقد جعلوا حرف على الخافضة المذكورة هنا، من باب الواو من العلو.

وقوله: في حديث مخرمة عن النبي ، فخرج وعليه قباء (٢) منها، يعني جامله لا أنه لابسه. وقيل: بيده وهما بمعنى.

وقوله: من حلف على منبري. قيل: عند منبري ومع منبري كما قال:

عليهن المآلي (٣)

أي: معهن وعندهن وبأيديهن.

وقوله: على عهد رسول الله أي: في مدته، وكذا رواه أبو ذر في عهد رسول الله وكذلك وله:

يبارك على أوصال شلو ممزعٍ (٤)

وبارك الله عليك، وبارك الله فيك، بمعنى واحد. وعند غير الجرجاني: في أوصال.

وقوله في حديث أبي كامل: لو استشفعنا على ربنا، ويروى إلى ربنا (٥)، كما جاء في غيره، ومعنى على ربنا أي: استعنّا عليه بشفيع.

وقوله: عجز عليك إِلا حر وجهها (٦) أي: عجزت إلا عن حر وجهها كأنه من المقلوب، وقد يحتمل أن يكون عجز هنا بمعنى امتنع.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: وقد علقت عليه من العذرة (٧)، ويروى أعلقت وعليكم بهذا العلاق، ويروى الأعلاق، ذكر البخاري الوجهين في اللفظين من طرق، ولم يذكر مسلم إلا أعلقت، وذكر العلاق في حديث يحيى بن يحيى، والأعلاق في حديث حرملة، وعند الهوزني فيهما العلاق، وكذلك اختلف في كتاب البخاري في قوله: أعلقت عليه. وفي روايات عنه وكلاهما بمعنى واحد تقال: على بمعنى عن، ومنه في حديث سعد: حائط كذا وكذا صدقة عليها، كذا عند القعنبي، وعند غيره، صدقة عنها وهما بمعنى كما تقدم، وكذلك أعلقت وعلقت، جاءت بهما


= ١٥، والتوحيد باب ١٣، ومسلم في الأضاحي حديث ١، ٢، ٣.
(١) عجز البيت:
فطار النيُّ فيها واستطارا
والبيت من الوافر، وهو بلا نسبة في المخصص ١٤/ ٦٦.
(٢) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب ٣٥.
(٣) البيت بتمامه:
كأن مصفحّاتٍ في ذراه … وأنواحًا عليهنّ المآلي
والبيت من الوافر، وهو للبيد بن ربيعة في ديوانه ص ٩٠.
(٤) صدر البيت:
وذلك في ذات الإله وإنْ يشا
والبيت من الطويل، وهو لخبيب في لسان العرب (مزع).
(٥) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في التوحيد باب ١٩، ٢٤، ٢٧، وتفسير سورة ٢، باب ١، ومسلم في الإيمان حديث ٣٢٢.
(٦) أخرجه مسلم في الإيمان حديث ٣٢.
(٧) أخرجه البخاري في الطب باب ٢١، ٢٣، ٢٦، ومسلم في السلام حديث ٨٦، ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>