للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيته، روي بالتخفيف والتشديد.

وقوله: فجلَّى للمسلمين أمرهم (١): أي كشفه وبيّنه.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: جلبان السلاح (٢) بضم الجيم واللام وتشديد الباء، كذا أكثر الأحاديث، وكذا ضبطناه، وكذا صوبه ابن قتيبة. ورواه بعض الناس: جلبان بسكون اللام، وكذا ذكره الهروي وهو الذي صوبه، وكذا قيدناه فيه. وفي كتاب ثابت: ولم يذكر ثابت سواه، وكذلك الجلبان الحب الذي من القطنية بسكون اللام. قال بعض المتعقبين: المعروف جربان السيف والقوس بالراء ولم يقل شيئًا. وفي البخاري في باب الصلح مع المشركين: بجلب السلاح (٣) فقط، فسر الجلبان في الحديث القراب وما فيه. وفي الحديث الآخر: بالسيف والقوس ونحوه، وفي الآخر: لا تحمل سلاحًا إلا سيوفًا. قال الحربي: يريد جفون السيوف. وقال غيره: هو شبه الجراب من الأدم، يوضع فيه السيف مغمودًا ويطرح فيه الراكب سوطه، ويعلقه من آخرة الرحل، وهذا هو القراب مثل قولهم في الحديث: القراب وما فيه أراد أن لا يدخلوها بسلاح ظاهر دخول المحارب القاهر من الرماح وشبهها. وأما على رواية الجلب فقد يكون جمعًا أيضًا، ولعله بفتح اللام جمع جلبة، وهي الجلدة التي تغشي القتب فقد سمي بها غيرها، كما سميت بذلك العوذة المجلدة. وسميت بذلك قروب الجراح إذا برئت وهي الجلود التي تتقلع عنها.

وقوله: في قتل أمية بن خلف: فتجللوه بالسيوف، كذا هو بالجيم الأصيلي، وعند الباقين بالخاء المعجمة، وهذا أظهر وأشبه بقول عبد الرحمن بن عوف: أنه ألقى نفسه عليه ثم قال: فتخللوه بالسيوف (٤) أي: أدخلوها خلاله حتى وصلوا إلى قتله، أو طعنوه بها تحته من قولهم: خللته بالرمح واختللته أي طعنته به، ومعنى الرواية الأخرى: علوه وغشوه بها يقال: تجلل الفحل الناقة إذا علاها.

وقوله: في الذي خسف به فهو يتجلجل (٥)، كذا رواية الجمهور بجيمين، ورواه بعضهم: يتخلخل بخاءين معجمتين والأول أعرف وأصحّ. قالوا: التجلجل: السوخ في الأرض مع حركة واضطراب، قاله الخليل: وقال الأصمعي: هو الذهاب بالشيء والمجيء به، وأصله التردد والحركة ومنه: تجلجل في الكلام وتلجلج إذا تردد، ومعنى يتخلخل هنا بعيد إلا في قولهم: خلخلت العظم إذا أخذت ما عليه من لحم أو من التخلل والتداخل خلال الأرض فأظهر التضعيف، وقد رويناه في غير هذا الكتاب. يتحلحل بحاءين مهملتين.

وقوله: إنما على ابني جلد مائة (٦) هذا هو


(١) أخرجه البخاري في الجهاد باب ١٠٣.
(٢) أخرجه البخاري في الصلح باب ٦، ٧، والجزية باب ١٩، ومسلم في الجهاد حديث ٩٠، ٩٢.
(٣) أخرجه البخاري في الصلح باب ٧.
(٤) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في الوكالة باب ٢.
(٥) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٥٤، واللباس باب ٥، ومسلم في اللباس حديث ٤٩، ٥٠.
(٦) أخرجه البخاري في الشهادات باب ٨، والحدود باب ١٩، ٢٤، ٣٠، ٣٢، ٣٨، والأحكام باب ٣٩، ومسلم في الحدود حديث ١٢، ١٣، ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>