للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفرس (١)، هو القيام عليه، والنظر فيما يحتاج إليه من خدمته وسقيه وعلفه.

[(س و ي)]

قوله: سواء وسوى وسوى غير منون، جاء في غير حديث: فالسواء ممدود بمعنى مثل ومنه ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ﴾ [البقرة: ٦، وسورة يس: ١٠] وبمعنى وسط. قال الله تعالى ﴿فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾ [الصافات: ٥٥] وبمعنى حذاء وبمعنى قصد وبمعنى مستو، وبمعنى عدل، ومنه ﴿سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [القصص: ٢٢] ويقال فيهما أيضًا سوى مكسور منون، وسواء بمعنى مستوى، وسوى مقصور بمعنى غير، وسواء أيضًا مفتوح ممدود بمعنى غير، وأنشد أبو علي:

وما قصدت من أهلها لسوائكا (٢)

وقوله: حتى ساوى الظل التلول (٣)، يحتمل أن معناه ساوى امتداده ارتفاعها، وهو قدر القامة. وقال الداودي: معناه أن الظل غطى المكان كله، وارتفع من الجانب الآخر، وهذا وهم مع هذا، إنما يكون بعد العصر.

وقوله: فلما استوت على البيداء أي: استقلت قائمة، كما قال في الحديث الآخر أي: انبعثت به قائمة.

وقوله: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ [الرعد: ٢] قال ابن عرفة: الاستواء من الله القصد للشيء والإقبال عليه، ومعنى قوله هذا: فعل يفعله به، أو فيه، وهو نحو قول الأشعري: فعل فيه فعلًا سمى نفسه بذلك، وقال بعضهم: هو إظهار لآياته لا مكان لذاته.

وقول آخرين في تأويله ﴿وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ [إبراهيم: ٢٧] وقد نقل مثل هذا عن سفيان. وقال: هو استواء علاء. وقال أبو العالية استوى: ارتفع. وقيل: استوى بمعنى العلو بالعظمة. وقيل: ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ أي هو أعظم منه شأنًا، وقيل: استوى: قهر. وقيل ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ أي: علا بذاته. وقيل: قدر. وقيل: استولى وأنكر هذين القولين غير واحد لأن القدرة من صفات الذات، ولا يصح فيها دخول، ثم إذ هي لما لم يكن بخلاف صفات الأفعال. وقال ابن عباس: استوى إلى السماء صعد أمره، وكذلك قوله ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾ [سورة البقرة: ٢٩] أي: قصد كما قال ابن عرفة. وقيل: العرش هنا الملك أي: احتوى عليه وحازه. وقيل: استوى، راجع إلى العرش أي: بالله وسلطانه، استوى. وقيل: استوى من المشكل الذي لا يعلم تأويله إلا الله، وعلينا الإيمان به، والتصديق، والتسليم، وتفويض علمه إلى الله تعالى، وهو صحيح مذهب الأشعري وعامة الفقهاء والمحدثين. والصواب إن شاء الله.

وقوله: سوي أم غير سوي (٤)، السوي: المعتدل الخلق المستوي التام، وهو ضد المعوّج والناقص.


(١) أخرجه أحمد في المسند ٦/ ٣٥٢.
(٢) صدر البيت:
تجانف عن جل اليمامة ناقتي
والبيت من الطويل، وهو للأعشى في ديوانه ص ١٣٩.
(٣) أخرجه البخاري في الأذان باب ١٨.
(٤) أخرجه مسلم في القدر حديث ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>