للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لرواية الآخرين أن يكون بفتح الخاء لما يخلف يقال له: خلف وخلف، وأما بضم الخاء على روايته، ورواية المروزي ومن وافقه فقد يكون جمع خالف أو خالفة لما يخلف الفم أيضًا فتتفق الروايات من جهة المعنى، يقال: خلف فوه يخلف إذا تغيرت رائحته.

وقوله: أبلى واخلفى، كذا رواه المروزي والهروي بالفاء أي: تعيش حتى تبليه وتكسب خلفه بعده وغيره. يقال: أخلف الله لك مالًا وخلفه وبعضهم لا يجيز إلا أخلف الله مالًا ولغيرهما بالقاف تأكيد لقوله أبلى من أخلاق الثوب وكلاهما صحيح المعنى. وفي صفة أهل الجنة: أخلاقهم على خلق رجل واحد (١)، كذا هو بفتح الخاء وسكون اللام لجماعتهم عن البخاري. وفي رواية عن النسفي: على خلق يضمهما، وقد ذكر مسلم الروايتين بالضم عن ابن أبي شيبة، وبالسكون عن أبي كريب وكلاهما صحيح، لكن الرواية بضم اللام أصح لقوله قبلها: أخلاقهم أي أنهم على خلق رجل واحد، من التودد وحسن الخلق الموافقة ليس في أحد منهم خلق مذموم كما قال في الحديث الآخر: لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد ويكون قوله بعد على صورة أبيهم آدم ابتداء كلام آخر.

وقوله: في حديث جابر: ما كان لرسول الله أن يخلفكم، كذا عند أبي بحر، وابن أبي جعفر أي: يترككم خلفه ويتقدمكم. وقيل: يتخلف عنكم. وقيل: يخلفكم موعده لكم وعند غيرهما: يلحقكم بتقديم اللام وبالقاف من اللحاق وهو وهم، والصواب الأول بدليل مساق الحديث. وفي قتل الروم حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فلما تخلفهم، كذا للكافة وعند بعضهم تلحقهم والأول أشبه بالكلام.

قوله: لحسان عن أبي بكر: حتى يخلص لك نسبي، كذا في بعض النسخ وروايتنا حتى يلخص بتقديم اللام وهما متقاربان معنى يخلص أي: يميزه ويصفيه من أنسابهم، والخلاصة ما أخلصت النار من الذهب، ومنه ﴿إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ﴾ [ص: ٤٦]. أي: اصطفيناهم، ومعنى يلخص بتقديم اللام أي: يبينه بإخراجه من غيره. وقال الهروي: لخصت وخلصت سواء.

وقوله: في الموطأ في باب صلاة الجماعة: قمت وراء عبد الله بن عمر فخالف عبد الله بيده فجعلني حذاءه (٢)، كذا في جميع النسخ ووجه الكلام فأخلف كمنا ذكرناه أي: عطف يده وأدارني من خلفه والله أعلم.

قوله: لا يختلي خلاها (٣) مقصور ذكرناه، وضبطه السمرقندي والعذري مرة بالمد وهو خطأ.

قوله: في باب ما يجوز من الشرط في القراض سلعًا كثيرة موجودة لا تخلف في شتاء ولا صيف، كذا ليحيى وابن بكير، وعند ابن وضاح تختلف والأول أوجه.

[الخاء مع الميم]

[(خ م ر)]

قوله: في المحرم لا تخمروا رأسه (٤) بشد


(١) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ١، ومسلم في صفة الجنة حديث ١٥، ١٦.
(٢) أخرجه مالك في الجماعة حديث ١٤.
(٣) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٤) أخرجه البخاري في الصيد باب ٢٠، ٢١، والجنائز باب ١٩، ٢٠، ٢١، ومسلم في الحج حديث ٩٣، ٩٤، ٩٦، ٩٨، ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>