للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ج ف ف)]

وجف طلعه (١) يعني: غشاءها تقدم في حرف الجيم مع الباء.

وقوله: على فرس مجفف (٢)، أي: عليه تجفاف بكسر التاء، وهو ثوب يلبسه الفرس كالجل. وقال الحربي: هي سلاح تلبسها الخيل تقيها من السلاح.

وقوله: فيما جفت به الأقلام (٣)، أي: نفذت به المقادير، وكتبته في اللوح المحفوظ، كما تقدم، كتابه مما عهدناه وفرغ منه، فيبقى القلم بعد الذي كتب به جافًا لا مداد فيه لتمام ما كتب به، وكتابة الله وقلمه ولوحه، من غيب علمه نؤمن به ونكل صفة علم ذلك إلى الله تعالى.

[(ج ف و)]

وقوله: كان يجافي عضديه عن جنبيه في السجود (٤)، أي: يباعدهما. وكذلك قوله: يجافي جنبه عن فراشه وأصله من الجفاء بين الناس وهو التباعد، وقيل: من الارتفاع. ومعناه: ترك الصلة، ومنه: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ [السجدة: ١٦]، وفي حديث المتعة: إنك لجلف جاف (٥)، هما بمعنى كرر اللفظ للتأكيد، أي: متباعد عن الصلة وفعل الجميل ورقة الطبع، والكلمتان بمعنى.

وقوله: الجفاء في الفدادين (٦) أي: الغلظة والقسوة، وترك التواصل.

[فصل الاختلاف والوهم]

في إسلام أبي ذرّ: ألقيت كأني جفاء، كذا في رواية بعضهم عن ابن ماهان بالجيم مضمومة وهو وهم عندهم، والذي للجماعة. كأني خفاء بخاء (٧) مكسورة معجمة ممدود: قيل: وهو الصواب، ومعناه كأني ثوب مطروح، والخفاء الغطاء ما كان. وقال ابن الأنباري: الخفاء كساء يغطي به الرطب، وأما الجفاء بالجيم فهو ما ألقاه السيل من غثائه مما احتمله.

[الجيم مع السين]

[(ج س ر)]

في الحديث ذكر الجسر، وجسر جهنم (٨) وهي القنطرة التي يمر عليها يريد به هنا الصراط، ويقال: بفتح الجيم وكسرها.

[(ج س س)]

وقوله: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾ [الحجرات: ١٢] بالجيم ولا تحسسوا بالحاء المهملة تثبت اللفظتان في الأحاديث (٩). قيل: هما بمعنى متقارب وهو البحث عن بواطن الأمور، وهو قول الحربي.


(١) أخرجه البخاري في الطب باب ٤٧، ٤٩، ٥٠، والأدب باب ٥٦، والدعوات باب ٥٨.
(٢) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ١٣٢.
(٣) أخرجه مسلم في القدر حديث ٨.
(٤) أخرجه البخاري في الصلاة باب ٢٧، ومسلم في الصلاة حديث ٢٣٩.
(٥) أخرجه مسلم في النكاح حديث ٢٧.
(٦) أخرجه البخاري في المناقب باب ١، والمغازي باب ٧٤، ومسلم في الإيمان حديث ٩٢.
(٧) أخرجه بلفظ: "خِفاء" مسلم في فضائل الصحابة حديث ١٣٢.
(٨) انظر البخاري في الرقاق باب ٥٢، والتوحيد باب ٢٤، ومسلم في الإيمان حديث ٣٠٢.
(٩) الحديث: "ولا تحسّسوا ولا تجسَّسوا" أخرجه البخاري في النكاح باب ٤٥، والفرائض باب ٢، والأدب باب ٥٧، ٥٨، ومسلم في البر حديث ٢٨، ٣٠، ومالك في حسن الخلق حديث ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>