للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: لا رقية إلا من حمة (١): بضم الحاء وفتح الميم مخففة أي: من لدغة ذي حِمة كالعقرب، وشبهها، والحمة فوعة السم. وقيل: السم نفسه وذكروها في باب المضاعف كان أصله من الشدة من حم الشيء، وأحم إذا اشتد وأهم، أو من الحِمام أو الحمة: الموت، وعندي أن التاء أصلية، وأنه من شدة السم أيضًا من قولهم: يوم حميت أي: شديد الحر، قاله صاحب العين، وهو أشبه بمعنى السم مع تفسير ابن الأنباري، وابن دريد له، أن الحمة: فوعة السم وهي: حدته وحرارته.

[(ح م ح م)]

قوله: ثم قامت يعني الفرس تحمحم (٢)، وفرس له حمحمة (٣)، هو أول الصهيل وابتداؤه، بحاءين مهملتين.

[(ح م د)]

قوله: لا أحمدك اليوم، تقدم الكلام فيه في حرف الجيم والهاء.

قوله: سبحانك اللهم بحمدك (٤) قيل: وبحمدك ابتدائي. وقيل: وبحمدك سبحت، ومعناه: بموجب حمدك، وهو هدايتي لذلك كان تسبيحي والحمد الرضا، حمدت الشيء إذا رضيته، والحمد لله الرضا بقضائه وأفعاله، ومنه الحمد لله الذي لا يُحْمَدُ على المكروه غيره، الحمد لله على كل حال، ويكون بمعنى الشكر لكن الحمد لله أعم، فكل شاكر حامد، وليس كل حامد شاكر.

وقوله: فاستحمدوا بذلك الله (٥) أي: طلبوا أن يحمدوا بفعلهم ذلك.

وقوله: لواء الحمد بيدي (٦)، قيل: يريد شهرته به في الآخرة، لأن العرب تضع اللواء موضع الشهرة وهو أصل ما وضع له، لأنه يبعثه الله المقام المحمود، ومقامًا يحمده فيه الأولون والآخرون لإجابتهم لطلب الشفاعة لهم إلى ربهم من حراجة الموقف، ولأنه يحمد الله تعالى بمحامد يلهمه لها (٧)، كما جاء في الحديث، ولا يبعد أن يكون ثم لواء حقيقة يسمى بهذا الاسم، وقد سماه الله تعالى محمدًا وأحمد، وذلك لمبالغته في حمد الله وكثرة حمده ولهذا جاء اسمه من أفعل وفعل، ولرفعة منزلته في اكتساب خصال الحمد فهو أجل حامد ومحمود.

وقوله: وابعثه المقام المحمود (٨) فهو مقامه في الشفاعة يوم القيامة وقيل: قيامه.

[(ح م ر)]

قوله: كنا إذا احمرَّت الحدق، وإذا احمرّ البأس اتقينا برسول الله (٩)، تقدم في الحاء


(١) أخرجه البخاري في الطب باب ١٧، ومسلم في الإيمان حديث ٣٧٤.
(٢) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب ٤٥.
(٣) أخرجه البخاري في الجهاد باب ١٨٩، ومسلم في الإمارة حديث ٢٤.
(٤) انظر البخاري في تفسير سورة ١١٠، باب ١، ٢، ومسلم في الصلاة حديث ٥٢، ٢١٧، ٢١٨، ٢٢١،٢١٩.
(٥) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٣، باب ١٦، ومسلم في المنافقين حديث ٨.
(٦) أخرجه الترمذي في المناقب باب ١، وابن ماجه في الزهد باب ٣٧، والدارمي في المقدمة باب ٨.
(٧) انظر البخاري في التوحيد باب ٣٦، ومسلم في الإيمان حديث ٣٢٧.
(٨) أخرجه الدارمي في الرقاق باب ٨٠.
(٩) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>