والمخيلة في الخاء، ومغافير ذكرناه قبل، وكذلك المرأة والمرآة في حرف الراء، ومنار الأرض، نذكره في النون، والمكيل في حرف الكاف.
[فصل مشكل أسماء المواضع وتفسيرها في هذا الحرف]
[(مكة)]
قوله: هي بكة: والميم والباء مبدلة بمعنى واحد، وقد ذكرناه في حرف الباء، ومن سوى بينهما ومن فرق، وقيل: هما اسمان بمعنيين مكة بالميم لقلة مائها من قولهم أمتك الفصيل أمه، إذا استخرج ما في ضرعها. وقيل: لأنها تمك الذنوب أي: تذهب بها، وقد تقدم اشتقاق بكة بالباء. ولمكة أسماء كثيرة منها: صلاح، والعرش على وزن بدر. والقادس من التقديس: وهو التطهير لأنها تطهر الذنوب. والمقدسة والنساسة بالنون وسينين مهملتين. وقيل: الناسة أيضًا بسين واحدة، والباسة أيضًا بالباء وسين واحدة، لأنها تبس من الحد فيها أي: تحطمه. وقيل: تبسهم تخرجهم منها. والبيت العتيق، وقد ذكرنا تفسيره، وأم رحم: بضم الراء وأم القرى، والحاطمة والرأس مثل: رأس الإنسان، وكوثى: بضم الكاف وثاء مثلثة باسم بقعة بها هي كانت منزل بني عبد الدار.
[(مزدلفة والمشعر)]
مزدلفة: بضم الميم وهي المشعر الحرام: بفتح الميم، وتقوله العرب بكسرها أيضًا وهو أكثر، لكنه لم يقرأ بها في القرآن، ومعنى تسميتها المزدلفة قال الخطابي: من قولهم أزدلف القوم: إذا اقتربوا. وقال ثعلب: لأنها منزلة من الله وقربة. وقال الهروي: لاجتماع الناس بها، والإدلاف الاجتماع. وقال الطبري: لازدلاف آدم وحواء وتلاقيهما بها، وقد يقال للنزول بها ليلًا وفي زلفة، ومعنى المشعر: المعلم، والمشاعر: المعالم. قال عطاء: إذا أفضيت من مأزمي عرفة فهي المزدلفة إلى محسّر، وليس ما وراء عرفة من المزدلفة وهي جمع أيضًا. وقد تقدم لِمَ سُمِّيتْ بذلك.
[(المقام)]
في المسجد الحرام مقام إبراهيم قيل: هو الحجر الذي قام عليه حين رفع بناء البيت، وكان موضعه الذي يُصَلَّى إليه اليوم، وقيل: هو الحجر الذي وضعت زوجة إسماعيل تحت قدم إبراهيم حين غسلت رأسه وهو راكب ثم رفعته، وقد غابت رجله في الحجر فوضعته تحت الشق الآخر، فغابت رجله أيضًا فيه. وقيل: هو الموضع الذي قام عليه حين أذَّن في الناس بالحج فتطاول به الحجر حتى علا على الجبال، حتى أشرف على ما تحته، فلما فرغ وضعه قبلة وجاء في أثر أنه من الجنة، وأنه كان ياقوتة، والمقام موضع القدم للقائم بالفتح، وموضع المقام اليوم معلوم، والحجر أيضًا معلوم. وقد قيل في قوله ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: ١٢٥] هو هذا. وقيل: الحج كله. وقيل: عرفة والمزدلفة والجمار ومقامه عرفة، وقيل: الحرم كله.
[(الملتزم)]
ويسمى المدعى، والمتعوذ، سمي بذلك لالتزامه للدعاء، والتعوّذ به، وهو ما بين الحجر الأسود والباب. قال أبو الوليد الأزرقي: ذرع الملتزم ما بين الباب إلى حد الحجر الأسود أربعة أذرع، وفي الموطأ عن ابن عباس: أن ما بين الركن والباب الملتزم، كذا للباجي، والمهلب، وابن وضاح، وهو الصحيح كما قدمنا ولسائر رواة يحيى: ما بين الركن