للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(و ح ر)]

قوله: كأنه وحرة (١): بفتح الحاء. قيل: هو الوزغة. وقيل: نوع من الوزغ يكون في الصحاري.

[(و ح ش)]

قوله: فوحّشوا برماحهم (٢): بتشديد الحاء أي: رموا بها بعيدًا بدليل قوله بعده: واستلوا السيوف. وفي الحديث الآخر: واعتنق بعضهم بعضًا.

وقوله: في المدينة: فيجدانها وحشًا (٣)، كذا لمسلم أي: خلاء الوحش من الأرض الخلاء، ومكان وحش بالإسكان. ويقال: وحش والأول أعلى وأفصح، ومنه في حديث فاطمة بنت قيس: كانت في مكان وحش (٤)، وقد روي وحوشًا، وكذا روي في البخاري، وله معنى يدل عليه أيضًا غيره من الأخبار، وكلا المعنيين صحيح.

[(و ح ي)]

قوله: الوحي: أصله الإعلام في خفاء وسرعة، وهو في حق النبي وغيره من الأنبياء على ضروب، فمنه إعلام بسماع الكلام العزيز، كموسى ، كما دل عليه الكتاب ونبينا محمد بما ذكر، ودلت عليه الأخبار في ليلة الإسراء، ووحي رسالة، وواسطة بالملك كأكثر حالات نبينا، وحالات سائر الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، ووحي يلقى في القلب، وقد ذكر أنه كان حال وحي داود ، وجاء في غير أثر عن نبينا محمد وعلى آله نحوه كقوله: ألقي في روعي، والوحي إلى غير الأنبياء بمعنى الإلهام كقوله تعالى ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ﴾ [النحل: ٦٨] و ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾ [الزلزلة: ٥] وبمعنى الإشارة ﴿فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ [مريم: ١١] وبمعنى الكتابة. وقيل في هذا مثله، وبمعنى الأمر كقوله ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ﴾ [المائدة: ١١١] قيل: أمرتهم وقيل: ألهمتهم. يقال منه: وحى وأوحى، وفي صدر كتاب مسلم عن الحارث الأعور فيما انتقد عليه تعلمت القرآن في ثلاث سنين، والوحي في سنتين.

وقوله: القرآن هين والوحي أشد، فظاهر تأويل منكريه عليه، أنه أراد به سوءًا لما علموا من غلوّه في التشييع، وادعائهم علم سر الشريعة لعلي، وتحزبهم من ذلك بما أنكره علي، وكذبهم فيه، والظاهر أنه لم يرد هذا، وإنما أراد الكتابة وأن القرآن كان يحفظ عندهم تلقينًا: فكان أهون من تعلم الكتابة والخط، وبهذا فسره الخطابي، والله تعالى أعلم.

[الواو مع الخاء]

[(و خ ذ)]

قوله: أيؤخذ الرجل عن امرأته أي: يحبس بشيء يصنع له، ذكرناه في الهمزة.


(١) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٢٤، باب ١، والطلاق باب ٣٠، والحدود باب ٤٣، والاعتصام باب ٥.
(٢) أخرجه مسلم في الزكاة حديث ١٥٦.
(٣) أخرجه البخاري في فضائل المدينة باب ٥، ومسلم في الحج حديث ٤٩٩.
(٤) أخرجه البخاري في الطلاق باب ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>