للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الا سمعتم، والسمع: بالفتح سمع الإنسان هو المكان الذي يسمع منه، وهو المسمع: بفتح الميمين أيضًا من قولهم: هو مني بمرأى ومسمع، والمسمع: بكسر الميم الأولى الصماخ. وقيل: الأذن والسمع: بالفتح والكسر اسم السماع للشيء، ورياء وسمعة أي: أرى فعله وسمع به.

[(س م س ر)]

قوله: لا يكون له سمسارًا (١) أي: دلَّال، وذكر السمسرة وأجر السمسار والسماسرة أصله القيم بالأمر الحافظ له، ولذلك قال لهم النبي : يا معشر التجار، ثم استعمل في متولي البيع والشراء لغيره.

[(س م ي)]

قوله: وهي التي كانت تساميني (٢) أي: تضاهيني وتعاندني وتطاولني، وأصله من السمو والارتفاع يقال: فلان يسمو إلى المعالي أي: يتطاول إليها، ورأيت بعضهم فسره من سوم الخسف، وهو تجسم الإنسان ما يشق عليه ويكرهه، وملازمة ذلك عليه، كأنه ذهب إلى أن معناه تؤذيني وتغيظني، ولا يصح على هذا من جهة العربية أن يقال في المفاعلة منه سامني، إنما يصح فيه: ساوم والوجه ما قلناه.

وقوله: باسمك أحيا وباسمك أموت (٣) أي: بذكر اسمك حياتي وعند مماتي، وقد يكون معناه بك أحيا وبك أموت أي: أنت تحييني وتميتني.

وقوله: سيماهم التحليق (٤) أي: علامتهم: بكسر السين، وفي حديث الحوض لكم سيما (٥) أي علامة. يقال: سيما مقصور، وسيماء ممدود، وسيمياء، ووجدت بخط شيخنا القاضي الشهيد أبي عبد الله بن الحاج، عن أبي مروان بن سراج سومي أيضًا، وهو من السمة أي: العلامة، وأصلها سومة والسومة العلامة.

وقوله: فيما سقت السماء العشر (٦): المراد به المطر، وأضافه إلى السماء لأنه منها، ومن جهتها ينزل. قال الله تعالى ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: ٤٨] وكل ما علاك فأظلك فهو سماء، والمطر يسمى سماء، ومنه قوله: على أثر سماء كانت من الليل. قال الشاعر:

إذا نزل السماء بأرض قوم (٧)

وقوله: طوله في السماء أي: في الارتفاع.


(١) أخرجه البخاري في البيوع باب ٦٨، ٧١، والإجارة باب ١٤، ومسلم في البيوع حديث ١٩.
(٢) أخرجه البخاري في الشهادات باب ١٥، والمغازي باب ٣٤، وتفسير سورة ٢٤، باب ٦، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٨٣، والتوبة حديث ٥٦.
(٣) أخرجه البخاري في التوحيد باب ١٣، والدعوات باب ٦، ٧، ١٢، ١٥، ومسلم في الذكر حديث ٥٩.
(٤) أخرجه البخاري في التوحيد باب ٥٧.
(٥) أخرجه مسلم في الطهارة حديث ٣٦، ٣٧.
(٦) أخرجه البخاري في الزكاة باب ٥٥، ومالك في الزكاة حديث ٣٣.
(٧) يروى البيت بتمامه:
إذا نزل الشتاء بأرض قومٍ … تجنّب جار بيتهم الشتاءُ
والبيت من الوافر، وهو للحطيئة في ديوانه ص ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>