وقوله: وكفر فاعله، لكن العلماء اختلفوا في ذلك، وأكثرهم على أن النهي والتكفير لمن اعتقد أن النجم فاعل ذلك، دون من أسنده إلى العادة، ومنهم من كرهه على الجملة كيف كان لعموم النهي، ومنهم من اعتقد في كفره كفر النعمة. وقد تقصينا الكلام فيه في غير هذا الكتاب، وذكرنا منه شيئاً في حرف الكاف.
[(ن و ب)]
وقوله: من نابه شيء في صلاته (١) أي: نزل به واعتراه.
وقوله: ولنوائبه (٢) أي: حوائجه التي تنزل به، ولوازمه التي تحدث له.
وقوله: يتناوبون الجمعة أي: ينزلون إليها ويأتونها عن بعد ليس بالكثير. قيل: مما يكون على فرسخين أو ثلاثة، والنوب: بالفتح البعد. وقيل: القرب.
وقوله: فكانت نوبتي (٣): بفتح النون أي: وقتي الذي يعود إلي فيه ما تناوبناه وينابني مثله.
وقوله: وكنا نتناوب النزول (٤) منه، ويتناوب رسول الله ﷺ نفر منهم أي: نجعله بيننا أوقاتاً معلومة وأياماً محدودة، لكل واحد منا يتكرر عليه.
وقوله: وإليك أنبت (٥) أي: رجعت وملت إلى طاعتك، وأعرضت عن مخالفتك، وعن غيرك. والإنابة بمعنى التوبة والرجوع.
[(ن و ح)]
ونهيه ﵇ عن النوح والنياحة وذمها (٦)، وأصله اجتماع النساء، وتقابلهن بعضهن البعض للبكاء على الميت، والتناوح: التقابل، ثم استعمل في صفة بكائهن، وهو البكاء بصوت وندبة.
[(ن و ر)]
قوله: في وصف الله تعالى نور معناه: ذو النور أي: خالقه، قيل: منور الدنيا بالشمس والقمر والنجوم. وقيل: منور قلوب عباده المؤمنين بالهداية والمعرفة، وقد تقدم معنى قوله: نوراني أراه في حرف الهمزة، ولا يصح أن يعتقد أن النور صفة ذات، ولا أنه نور بمعنى: الجسم اللطيف المشرق، فإن تلك صفات الحدوث.
وقوله: وخَلَقَ النُّورَ يوم الأربعاء (٧)، كذا رويناه في مسلم: بالراء، وكذا أيضاً رويناه في
(١) أخرجه البخاري في الأذان باب ٤٨، والعمل في الصلاة باب ١٦، والسهو باب ٩، والصلح باب ١، ومسلم في الصلاة حديث ١٠٢، ومالك في السفر حديث ٦١.
(٢) انظر مسلم في الجهاد حديث ٥٤.
(٣) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٨٦.
(٤) أخرجه البخاري في العلم باب ٢٧، والمظالم باب ٢٥، والنكاح باب ٨٣، ومسلم في الطلاق حديث ٣٤.
(٥) أخرجه البخاري في التهجد باب ١، والدعوات باب ٩، والتوحيد باب ٨، ٢٤، ومسلم في المسافرين حديث ١٩٩، والذكر حديث ٦٨، ومالك في مس القرآن حديث ٣٤.
(٦) انظر البخاري في الجنائز باب ٤٦، وتفسير سورة ٦٠، باب ٣، والأحكام باب ٤٩.
(٧) أخرجه مسلم في المنافقين حديث ٢٧.