للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الورقة من الألوان في الإبل الذي يضرب إلى الخضرة كلون الرماد، وقيل: غبرة تضرب إلى السواد.

وقوله: وليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة (١)، ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلًا بمثل (٢). قال الهروي: الوَرق: والوِرق والرقة الدراهم خاصة، والوَرق: بالفتح المال كله. وقال غيره: الورق المسكوك خاصة، والرقة الفضة مسكوكة أو غير مسكوكة. وقيل: كلاهما ينطلق على المسكوك وعلى غير المسكوك، والرقة: هي الورق نفسها، لكنها منقوصة، أصلها ورقة.

وقوله: كأنّ وجهه ورقة مصحف (٣)، تريد في حسنه ووضاءته، كما في الحديث الآخر، كأنه مذهبة. وقيل: هي إشارة إلى ما فيه من بياض وصفرة كلون الدرة.

[(و ر س)]

وقوله: ما صبغ بالورس (٤)، هو صبغ أصفر معلوم.

[(و ر ي)]

قوله: إذا أراد غزوة ورّى بغيرها (٥)، أي: سترها وأوهم بغيرها، وأصله من الوراء أي: ألقى البيان من وراء ظهره.

وقوله: إنما كنت خليلًا من وراء وراء (٦) أي: من غير تقريب ولا إدلال بخواصها.

وقوله: في الإمام: ويقاتل من ورائه (٧). قيل: معناه من أمامه، وهو عند بعضهم من الأضداد، قالوا: ومنه قوله تعالى ﴿وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا﴾ [الكهف: ٧٩] وإنما كان إمامهم، وكذلك قيل في قوله ﴿وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ﴾ [إبراهيم: ١٧]. والأظهر عندي في هذا الحديث أنه على وجهه، لأنه قال: الإمام جنة، فجعله للمسلمين كالترس الذي يقيهم المكاره ويحتمى به ويقاتل من ورائه. وفي ظلمه وسلطانه، كما يقاتل من وراء الترس الذي شبهه في الحماية به التوراة. ذكر أنها وورات أبدلت الواو ياء من وريت الزند، إذا استخرجت منه النار.

وقوله: فما وارت يدك من شعرة (٨)، معناه وارت وسترت.

وقوله: في الذي لم يقرأ أم القرآن في صلاته فلم يصلها إلا وراء الإمام (٩) أي: إنها لا تجزئه إلا أن يكون مأمومًا فيها، فكأنه لم يصلها إذا لم تجزئه.

وقوله: لأَنْ يَمْتَلئ جَوْفَ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى


(١) أخرجه البخاري في الزكاة باب ٤٢، ٥٦، ومسلم في الزكاة حديث ٧، ومالك في الزكاة حديث ٢.
(٢) أخرجه مسلم في المساقاة حديث ٧٥ - ٧٧، ومالك في البيوع حديث ٣٠، ٣٤، ٣٥.
(٣) أخرجه البخاري في الأذان باب ٤٦، ومسلم في الصلاة حديث ٩٨.
(٤) أخرجه أحمد في المسند ٢/ ٧٣.
(٥) أخرجه البخاري في الجهاد باب ١٠٣، والمغازي باب ٧٩، ومسلم في التوبة حديث ٥٤.
(٦) أخرجه مسلم في الإيمان حديث ٣٢٩.
(٧) انظر البخاري في الجنائز باب ٩٦، وفضائل أصحاب النبي باب ٨.
(٨) أخرجه أحمد في المسند ٢/ ٥٣٣.
(٩) انظر الدارمي في الصلاة باب ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>