للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من هذا لأنه تنظيف فحمله كثير من السلف وبعض العلماء على الوضوء الشرعي، وحمله آخرون على اللغوي، وهو غسل اليد وما أصابت من زهمه، ومنه الوضوء قبل الطعام وبعده، وكذلك اختلفوا في معنى أمره الجنب بالوضوء قبل أن ينام فقيل: المراد به الوضوء الشرعي، وهو مذهب كافة العلماء على اختلافهم، في وجوبه واستحبابه. وقيل: المراد الوضوء اللغوي، وهو غسل ما به من أذى إذا أراد أن ينام أو يطعم.

وقوله: خذي فرصة ممسكة فتوضئي بها (١). ويروى فتطهري، يفسره في الحديث تتبعي بها أثر الدم أي: تطيبي بها، وتنظفي. ومر في باب الميم.

وقوله: فأتي بميضأة (٢) هي المطهرة التي يتطهر منها مفعلة من الوضوء والميم زائدة.

وقوله: إن كانت جارتك أوضأ منك (٣) أي: أحسن، وكذا قوله: وكان الفضل رجلًا وضيئًا (٤)، وكذلك قوله: لقل ما كانت امرأة وضيئة (٥) أي: حسنة وقد يسهل ويترك همزه وتشد ياؤه للإدغام، فيقال: وضية، وقد ذكرنا الخلاف في هذا الحرف في الحاء، والوضاءة النظافة والحسن.

وقوله: في حديث المطهرة فتوضأ منها وضوءًا دون وضوء، وفي حديث الشعب: فبال فتوضأ دون وضوء، أراد توضأ وضوءًا خفيفًا، وكذلك جاء مفسرًا في حديث قتيبة: فتوضأ وضوءًا خفيفًا في حديث الشعب (٦). وقيل: استنجى ولم يتوضأ للصلاة. وقيل: وضوءًا دون استنجاء أي: اقتصر على الاستجمار، والأولى أنه كما قال في الرواية الأخرى: فتوضأ ولم يسبغ الوضوء (٧)، وهو عندي أظهر فيهما وأولى بما ذكرنا. وقد تقدم في حرف السين في قيام الليل: فتوضأ وضوءًا بين الوضوءين (٨)، فسره في الرواية الأخرى: فتوضأ ولم يكثر الماء، ولم يقصر (٩)، وفي الرواية الأخرى وضوءًا حسنًا بين الوضوءين.

وقوله: ثم توضأ وضوءًا هو الوضوء (١٠) أي: أسبغه وبالغ فيه، وفي تكراره والله أعلم.


(١) أخرجه البخاري في الحيض باب ١٤، والاعتصام باب ٢٤، ومسلم في الحيض حديث ٦٠.
(٢) أخرجه أبو داود في الطهارة باب ٥١، وابن ماجه في الطهارة باب ٣٩.
(٣) أخرجه البخاري في المظالم باب ٢٥، والنكاح باب ٨٣.
(٤) أخرجه البخاري في الاستئذان باب ٢.
(٥) أخرجه البخاري في الشهادات باب ١٥، والمغازي باب ٣٤، وتفسير سورة ٢٤، باب ٦، ومسلم في التوبة حديث ٥٦.
(٦) انظر البخاري في الوضوء باب ٤٠، ٦٠، والصلاة باب ٦٣، والمغازي باب ٣٥، ٥٥، وتفسير سورة ٤، باب ٤، واللباس باب ١٠، والفرائض باب ١٣، ومسلم في الطهارة حديث ٣، ٥، والمساجد حديث ٣١٠، والحج حديث ٢٧٨ - ٢٨٠، والفرائض حديث ٦، وفضائل الصحابة حديث ١٦٥.
(٧) أخرجه البخاري في الوضوء باب ٦، والحج باب ٩٥، ومسلم في الحج حديث ٢٧٦.
(٨) أخرجه البخاري في الدعوات باب ١٠، ومسلم في الطهارة حديث ١٢، والمسافرين حديث ١٨١، ١٨٧، ١٨٨.
(٩) أخرجه مسلم في المسافرين حديث ١٨٩.
(١٠) أخرجه النسائي في التطبيق باب ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>