للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عنه -: توفي النبي وأنا ابن عشر سنين، وقد قرأت المحكم، والمعروف ابن عباس كان عند وفاة النبي مختونًا، وكانوا لا يختنون إلا من أدرك. وقد قال في الحديث الآخر: في حياة النبي ، وقد ناهزت الاحتلام (١)، وكان مولده قبل الهجرة بثلاث سنين، في الشعب على الصحيح، أو لعل قوله: وأنا ابن عشر سنين راجع إلى حفظه المحكم لا إلى الوفاة، أي: مات وقد جمعت المحكم قبل ذلك، وأنا ابن عشر.

وقوله: في باب ﴿أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة: ٢٠٣] فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا (٢)، كذا لجميعهم، ووقع عند الأصيلي مكان كل مسكين يومًا على القلب وهو وهم.

وقوله: في التفسير: فصرهن: قطعهن (٣) هذا غير معلوم، والمعروف قوله تعالى ﴿فَصُرْهُنَّ﴾ [البقرة: ٢٦٠] أملهن، وفي صفته في حديث ابن بكير: أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا أدم (٤)، كذا في أصل كتاب الأصيلي، والحق أمهق عند قوله: أزهر اللون. وقال: كذا عند أبي زيد: أزهر اللون أمهق، ليس بأبيض ولا أدم. قال: وهو خطأ، وكذا عند أكثر الرواة، كما عند أبي الهيثم والنسفي. قال الأصيلي: ليس في عرضتنا بمكة أمهق لا أولًا ولا آخرًا، وكذا عند أبي ذر وعبدوس، والصواب ما في أصل الأصيلي، وهو المعروف في غيره، وإثبات أمهق أولًا وحذفه آخرًا خطأ يختل به الكلام. وفي تفسير: أزهر في حرف الزاي. وفي تفسير: أمهق في حرف الميم، وعلى الصواب جاء بعد في الحديث الآخر.

وفي كتاب الفتن: إني لأرى كتيبة لا تولي حتى تدبر آخرها (٥) كذا، هنا في جميع النسخ، ولا معنى له، وفيه تغيير، صوابه ما جاء في كتاب الصلح: إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها (٦)، وعليه يدل قول معاوية: فمن لي بذراري المسلمين، وفي خبر داود في كتاب الأنبياء: صفين الفرس رفع أحد رجليه حتى تكون على طرف الحافر (٧)، كذا لجميعهم، والمعروف إحدى، وفي التفسير أيضًا قوله: عن ابن عباس ﴿تَعْضُلُوهُنَّ﴾ [البقرة: ٢٣٢] تنهروهن، كذا لأكثر الرواة، وعند المستملي: تقهروهن (٨). وفي تفسير سورة يوسف: حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء (٩)، كذا صواب الرواية والكلام، وفيه في بعض الروايات تكرار


(١) انظر البخاري في العلم باب ١٨، والصلاة باب ٩٠، والأذان باب ١٦١، ومسلم في الصلاة حديث ٢٥٤، ومالك في السفر حديث ٣٨.
(٢) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٢، باب ٢٥.
(٣) انظر البخاري في تفسير سورة ٢، باب ٤٦، ٤٧.
(٤) انظر البخاري في المناقب باب ٢٣، واللباس باب ٦٨، ومسلم في الفضائل حديث ١١٣، ومالك في صفة النبي حديث ١.
(٥) أخرجه البخاري في الفتن باب ٢٠.
(٦) أخرجه البخاري في الصلح باب ٩.
(٧) انظر البخاري في أحاديث الأنبياء باب ١٥.
(٨) انظر البخاري في تفسير سورة ٢، باب ٤٠.
(٩) انظر البخاري في تفسير سورة ١٢، باب ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>